قرأت مقولة لنيلسون مانديلا، قال فيها: «المكتبة هي معبد المعرفة، وفيها يتم تجسيد الأفكار وتحقيق الحلم»، ومثلها لعالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، حيث قال: «المكتبة هي حديقة العقول، حيث تزدهر أفكار العباقرة، وتترعرع أفكار الجميع». أيضاً الروائي الإسباني الراحل كارلوس رويث ثافون قال: «المكتبة هي مرآة الحضارة، ومن خلالها يمكننا فهم تاريخ الإنسانية، وبناء مستقبلها» وأيضاً قال داعية الحقوق الأمريكي مالكوم إكس: «المكتبة هي سلاح الأمم، ومن خلالها يمكن تحقيق التغيير والتقدم».

والحقيقة أن المكتبة مثل هذا وأعظم، لكنها في عصرنا الحاضر تعاني. كما هو واضح، فإن هناك عزوفاً واضحاً عن ارتياد المكتبات العامة، ويكاد الزائرون يختفون تماماً، وبينما هناك من يتوجه نحوها بين وقت وآخر من باب الحنين، أو العادة، أو قلة يجدون فيها مبتغاهم من المعلومات، حيث توجد في كتب محددة، إلا أن السواد الأعظم يعزف تماماً عن زيارة المكتبة، ولا يجدون لها أهمية. ولمثل هذه الحالة عدة أسباب، لكنني أركز على جانب واحد، واعتبره مهماً، وهو شكل ونمط المكتبة الاعتيادي، والذي لم يتغير، فضلاً عن هذا ابتعاد المكتبة عن الحراك المجتمعي، الذي تطور ونما، بينما حافظت هي على أسلوبها السابق المعتاد، الذي تنتظر من الجمهور الحضور إليها.

في هذا العصر، الذي يتميز بالتكنولوجيا، والتقدم التقني، وتوسع هائل للاتصالات، تحتاج المؤسسات المكتبية، ودور الكتب، لمبادرات، وبرامج تخرجها من النمطية والشكل العام المتعارف عليه، يجب أن تكون فاعلة، بإقامة برامج، وأمسيات، ومبادرات معرفية، وثقافية، ومجتمعية، يجب أن تكون هناك أنشطة ترويحية، وترفيهية تقام في المكتبات، لتكون المكتبة، روحاً تتماشى مع العصر، وتحقق متطلبات الأجيال الراهنة.

يجب أن يدرك أمناء المكتبات، والمشتغلون في علوم المكتبات، أن التكنولوجيا الحديثة، وشبكة الإنترنت، وغيرها، قد هيأت ووضعت الكثير من المعلومات، بين يدي المهتمين، حيث يجدونها على هواتفهم الذكية، والأجهزة الحديثة، وهو ما يعني وصول المعلومات بسرعة كبيرة، دون الحاجة لزيارة المكتبة وتصفح الكتب والبحث عن المعلومات، كما في السابق.

لذا من الأهمية الخروج بأفكار جديدة حول دور المكتبة، ورسالتها. من الأهمية بأن تتماشى المكتبات مع التطورات، وتقدم برامج ومبتكرات جديدة، جاذبة، وهو ما يعني وظائف ومهام جديدة، لدور المكتبة، ورسالتها.

www.shaimaalmarzooqi.com