في شهر الخير، حققت حملة جود المناطق أهدافها مجتمعة، بعدما حظيت بمساندة أفراد المجتمع لها، الذين تسابقوا لدعمها، طمعاً في الحصول على الثواب من رب العالمين، في مشهد إنساني، قائم على التكافل الاجتماعي، يؤكد أن «الخير» سمة أساسية من سمات المجتمع السعودي، قيادةً وشعباً، منذ تأسيس البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وإلى اليوم.
انطلقت الحملة في أول ليالي الشهر الكريم، في 17 منطقة ومحافظة حول المملكة، وشارك في إطلاقها أمراء المناطق والأمانات، وأصبح لكل منطقة هويتها وأسلوبها وثقافتها الخاصة في إدارة الحملة، يجمعها هدف واحد، وهو تغطية مستهدفات الحملة، وتحفيز مشاركة المانحين والمتبرعين، ليلمسوا أثر مساهماتهم بين أفراد مجتمعهم.
قبل ذلك، حظيت الحملة أثناء انطلاقها، بتبرع سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبلغ 100 مليون ريال، وتبرع سخي آخر من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بقيمة 50 مليون ريال، الأمر الذي تضمن رسالة مهمة إلى أفراد المجتمع، بأهمية دعم هذه الحملة، حتى تحقق أهدافها العليا، وهو ما حدث على أرض الواقع.
وبعد تبرع خادم الحرمين وولي عهده، تواصلت التبرعات من أفراد المجتمع في شهر الخير، وجاء الجود والعطاء من شركاء الحملة في القطاعين العام والخاص، ورجال الأعمال وكبار المانحين، وأهالي الجود من أفراد المجتمع في مختلف مناطق المملكة، ليكون ثمارها تأمين 4419 وحدة سكنية للأسر المستفيدة، بإجمالي تجاوز 800 مليون ريال، بمساهمة أكثر من 284 ألف متبرع.
ولم يكن لتتحقق هذه النتائج المبهرة، لولا اعتياد المجتمع السعودي على «صناعة الخير»، وإدارة حملاته باحترافية عالية، فكانت سلسلة من الاجتماعات والفعاليات التي صاحبت إطلاق الحملة في مختلف المناطق، لتعزيز التفاعل، وتحفيز أفراد المجتمع ورجال الأعمال وكبار المانحين للمساهمة في الحملة، وشاركت إمارات وأمانات المناطق بفعاليات مختلفة، كان أبرزها إقامة 14 لقاء لكبار المانحين. وصاحب الحملة مشاركة 12 وزارة وأكثر من 69 جهة حكومية وجامعة ومجمعاً تجارياً، وبدا الجميع وكأنه في خلية نحل لا تهدأ فيها الحركة، من أجل إنجاز المستهدف الذي تحقق بأسلوب رائع لفت الأنظار إليه.
التعليقات