على الرغم من تطور البشرية وتقدمها في مجالات حيوية عدة أسهمت في رقي الإنسان ومنحته المزيد من الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، إلا أنه مازالت توجد عقبات ومشاكل تعترض الطريق، ومنها تزايد حالات الفقر والبؤس، وكذلك الحروب الطاحنة والاضطرابات في بقاع عدة من العالم، مما يؤكد أن الإنسانية مازالت بحاجة للمزيد من المعرفة عن ثقافة التسامح والحوار، لتكون ضمن تفكير الإنسان وواقعه، من خلال مشاريع منظمات وحكومات على مستوى عالمي، لذا تبنت المؤسسات الدولية برامج تهدف للمساعدة، ومنها منظمة اليونسكو، التي صممت برامج عدة تستهدف نشر ثقافة الحوار والتسامح ومساعدة الضعفاء ومكافحة الفقر والأمية وغيرها، بالإضافة إلى إطلاق اليوم العالمي للاحتفال بالتسامح، بهدف زيادة الوعي بين المجتمعات بثقافة التسامح وأهميتها.
وغني عن القول إنه تكثر في العالم صراعات اجتماعية وثقافية أدت إلى حروب مسلحة وبالتالي تتزايد أرقام الضحايا من القتلى والتهجير والظلم والفقر والمعاناة الإنسانية، مما يشير إلى أن الأنظمة والقوانين لم تغير هذا الإنسان أو ترتقي به من مجاهل الفوضى إلى الانضباط والإنتاجية المفيدة لبناء حضارات تتوهج بالمعرفة ويسودها الحب والسلام، وتتجه إلى تعلم التسامح ونشر قيم هذه الفضيلة التي حملتها جميع الأديان والأعراف، ومنها الدين الإسلامي، حيث تحث نصوص قرآنية عديدة على التسامح والسلام، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة عن فضيلة التسامح، لكننا ومع الأسف نجد هذه القيمة الإنسانية مفقودة في زوايا وأركان متنوعة من العالم، نتيجة لغياب ثقافة التسامح.. لذا فكل الرجاء أن يقوم كل إنسان بدوره في نشر هذه القيم النبيلة التي إن غابت وتلاشت، فإن البديل عنها كارثي ومؤلم لكل من يتنفس على الأرض.
التعليقات