لمركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي تجربة متميزة ومتفردة في تنظيم النقل الخاص من خلال مبادرات متعددة، سواء للنقل بالحافلات الصغيرة أو الكبيرة، أو حتى بالمركبات الصغيرة.
وكثف مركز النقل المتكامل جهوده بتبني «حلول النقل المستدام من خلال التشجيع على استخدام وسائل النقل الجماعي وتطوير شبكة متكاملة من وسائل النقل الذكية والصديقة للبيئة، منها المركبات الذكية والكهربائية والهجينة، والحافلات الصديقة للبيئة وذاتية القيادة، وحتى الدراجات ووسائل النقل المصغرة (السكوترات)»، واضعاً في الاعتبار وفي المقام الأول السلامة العامة وسلامة مستخدمي تلك الوسائل، وأثمرت جهود ومبادرات المركز بصورة كبيرة في الحد بشكل ملموس للغاية من السوق الرمادية والعشوائية التي كانت قائمة في مجال النقل الخاص. ونتذكر مشاهد الحافلات والسيارات الصغيرة التي كانت تنتشر في الشوارع الخلفية وتمارس النقل العشوائي غير المرخص. وكانت دوريات شرطة المرور لها دائماً بالمرصاد، لما كانت تلك الحافلات والمركبات تتسبب فيه من إزعاج وضجيج وتلوث للبيئة وللبصر والذوق العام. وكانت محل شد وجذب قبل تبني الحلول المتطورة التي قدمها مركز النقل المتكامل في أبوظبي.
وعلى الطرف الآخر ما زال ينتشر، بل ويزدهر، النقل الطلابيّ العشوائي بسبب جشع الكثير من المدارس الخاصة التي تبالغ في رسوم النقل المدرسي، مما يضطر شرائح واسعة من الأسر محدودة الدخل وغير القادرة على دفعها للاستعانة بخدمات ممارسي النقل العشوائي والذين لا نتذكرهم إلا إذا وقعت فاجعة، كحادثة الطفل المقيم في الشارقة مؤخراً.
وعلى إثر تلك الحادثة أطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة تحذيراً لأولياء أمور الطلبة «من خطورة التعاقد مع سائقين غير مرخص لهم بنقل الأبناء من وإلى المدارس، لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة على حياة أبنائهم، نظراً لجهلهم بإجراءات السلامة التي تفرضها السلطات المختصة».
لذلك، من الأهمية الاستفادة من تجربة مركز النقل المتكامل في إعداد وتأهيل مقدمي تلك النوعية من الخدمات العشوائية ليعملوا تحت مظلة القانون بعد تدريبهم وتعرفيهم بالمعايير والاشتراطات المطلوبة للسلامة العامة.
كما أنها سانحة لتجديد الدعوة للمدارس والمؤسسات التعليمية الخاصة لتوفير نقل مدرسي بأسعار معقولة لا ترهق كواهل أولياء الأمور بما يفوق طاقتهم، وحتى لا تضطرهم للاستعانة بخدمات النقل العشوائي غير الآمن. وعلى هذه المدارس إدراك أن تفاعلها مع مثل هذه الدعوات يحمل دعماً للجهود الوطنية في التنقل الآمن، وصولاً للذكي والمستدام منه.
التعليقات