عرفوا الصبر بمفهوم شائع وهو (التسليم والاستسلام)، وهذا ليس له من نتيجة إلا استمرار الألم وتعاظمه، بل إن أي نتيجة تعتقد أنها حدثت بسبب صبرك؛ فهي بمحض الصدفة، ما دمت لم تحاول إصلاح أو رفع الظلم الواقع عليك. هناك -في رأيي- نوعان من الصبر، أحدهما «عيب»، والآخر «ميزة»، وهما (صبر النياح) و(صبر الصياح)، الفرق بينهما واضح من اسميهما، ولكن سأوضح أكثر كيف تقيّم صبرك الذي تنتهجه. صبر النياح هو صمت الضحية على أمل أن يسترد حقه من طرف ثالث أقوى منه ومن الجاني، بمعنى أنه لا يحرّك ساكناً سوى التعايش مع ما يعانيه من ألم، لعله يحدث بعد ذلك أملا. أما صبر الصياح فهو صمت الضحية الذي يجمع الأدوات والطرق التي سيسترد حقه بها، يقيّمها، يحلل نتائجها المتوقعة، ويختار أفضل طريقة يرى أن نتيجتها ستكون مرضية، وينتظر الوقت المناسب لـ«الصياح» بأعلى صوت في وجه الجاني، ليخضع ذليلا. لعلك عزيزي القارئ وقعت -أو رأيت آخر من وقع- في فخ تربية الشخصية المازوخية التي تكبلك وتمنعك من مقاومة التيار. احذر، لا مرجعية لكل ما يضعك في موضع إهانة أو تجريم. أخيراً.. صبر النياح وصبر الصياح، يمارسهما الجميع - دون استثناء- في حياته، ولكن المقياس هو أيهما يبقى معك لأشهر وسنوات؟ تذكر أن ليس كل صبرٍ جميل.
- آخر تحديث :
التعليقات