تعتبر الموهبة نعمة من نِعم الله على الإنسان والتي قد تكون بدنية أو عقلية، ويوجد عدد كبير من الأفراد لديهم موهبة فطرية كامنة ولكن للأسف نجد معظم الآباء والأمهات لا ينتبهون لتلك المواهب ولا يعطونها حقها في الرعاية والاهتمام، فيكبر الطفل وتخبو موهبته شيئاً فشيئاً إلى أن تنعدم، وهناك الكثير من الصفات التي يتمتع بها الطفل وإذا تعرف عليها الآباء فإنها ستساعدهم كثيراً على اكتشاف مواهب آبنائهم وتنمية تلك المواهب واستخدامها في الخير والنفع، ومن هذه الصفات الاهتمام المبكر بالقراءة والكتابة وقوة التركيز والملاحظة والفطنة وسرعة البديهة وحبّ الاطلاع والاستكشاف وامتلاك المفردات اللغوية الكثيرة والميل للألعاب التركيبية وإدراك العلاقات السببية ومحاولة الاختراع وصنع الأشياء كالألعاب والقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار ونقد الذات والقدرة على تكوين علاقات اجتماعية وصداقات مع من هم أكبر منه سناً.

وقد حرصت دولتنا وقيادتها الرشيدة على اكتشاف ورعاية المواهب في كافة المجالات حيث تقدم لهم كل ما ينمي قدراتهم ويصقل مواهبهم ويجعلهم يحلقون في فضاءات النجاح والتميز وتعزيز واستقطاب ورعاية المواهب وتكاتف الجهود الوطنية لاكتشافهم ورعايتهم واستحداث برامج ومساقات جامعية تستهدف هذه الفئة وإنشاء قاعدة بيانات موحدة لهم على مستوى الدولة وإصدار تشريعات تحفظ حقوقهم وأوجه رعايتهم واستحداث جوائز تغطي مختلف مجالاتها وغيرها، ما يجعل الإمارات حاضنة عالمية لأصحاب العقول المتميزة، فهي حريصة على تعزيز مبادراتها الهادفة لاستقطاب المهارات واحتضان أصحاب العقول من الدولة ومختلف أنحاء العالم تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان–رئيس الدولة حفظه الله، في جعل الإمارات مركزاً عالمياً لتنمية رأس المال البشري.

وفي إطار جهود دولتنا في تعزيز استقطاب المواهب في القطاعات الاستراتيجية، تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب المواهب العالمية بهدف تهيئة البيئة المناسبة لوضع الإمارات ضمن أفضل مؤشرات تنافسية المواهب العالمية وذلك عبر صياغة إطار حوكمة متكامل يضمن توافر المواهب والمهارات القادرة على دعم طموح الإمارات وسعيها الحثيث لتعزيز حضورها في العديد من المجالات العلمية المتخصصة حيث تتركز الأهداف الاستراتيجية في ترسيخ مكانة الدولة كواحدة من الدول العشر الرائدة في مجال تنافسية المواهب العالمية وضمان توفر المواهب الاستراتيجية لتمكين اقتصاد معرفي في الدولة وترسيخ مكانتنا وجهة مفضلة للمواهب العالمية.

تلعب المواهب المتميزة دوراً محورياً، فيتم بناءً عليها تصميم مستقبل القطاعات الحيوية في الدولة، ما يتطلب زيادة أعداد الموهوبين في المجالات التخصصية وتوفير أفضل بيئة لتشجيعهم على التقدم والارتقاء بالإمارات.