للحج أشهره المعلومة، وشعائره الجليلة، ومشاعره العظيمة، وأحكامه الكريمة ، وخصائصه وخصوصيته القديرة، ومنافعه العديدة عبادة الحج نفحات من السمو في مساحات الطاعة، وتجلي علاقة الحاج المقبل بنقاء مع الله عز وجل ..
ولكن مع ما للنظام من أهمية وكل من يقصد البيت الحرام في موسم الحج وبقية المشاعر يتوجب عليه اعتبار والتزام خلق المسلم، وان يرتبط ارتباطا وثيقا بتعاليم وتشريع وأدبيات الإسلام، وكذلك مراعاة واجبات الحاج في عبادته ومسيرته، وتفاعلاته، وتعاملاته مع كل ما يحيط به في الأماكن المقدسة، وكذلك يستوجب ان يكون حاجا يبتغي البر ونيل الجزاء الكريم من الله عز وجل ومراعاة النظام واحترام الآخرين ويبيّن من نفسه خلقه القويم ونواياه الطيبة الحسنة عبر الخضوع التام لما أمر به الشارع في أحكام الحج أولا ثم التقيد بالتعليمات والإرشادات المتعلقة بتنظيم الحج وأمنه في كل مكان حتى لا يقع في حالة عدم احترام تلك الأماكن المقدسة، والاستخفاف بحرمتها ومكانتها .
ان واقع التسهيلات والخدمات المقدمة لتيسير الحج وتنظيمه وتأمينه فيه بذل كبير من قبل وطننا وقيادتنا الرشيدة فهنا جيش من الأمن والصحة وجهات عديدة ، والاف من العاملين في فطاعات مختلفة يعملون ليل نهار بحول الله ومنته ثم باشراف القيادة الكريمة لتأمين وضبط تحركات وحياة الحجاج في كل زاوية من الأماكن المقدسة،
ولكن يأبى أهل الارتزاق، وحاضنو الحسد والمترصدون.. لا يقيمون للحج وموسمه قدراً، ولا احتراماً، ولا توقيراً، ولا تعظيماً لشعائر الله عز وجل، ويحاولن ويضجون ويكيدون ليخرجوا موسم الحج وقلبه لمناحي كريهة لذا فهم يبدؤون حرب السياسة المليئة بالخبث، والافتراء، والأكاذيب..
وموسم الحج بتجمعاته للأسف فرصة لهم ولكل متربص لبث خطاب الحقد، والكراهية، والعداء عبر إذكاء نار التشتيت، والفتن، وإثارة موضوعات الجدل.. فلا يستغرب وهو أمر طبيعي عند أي عدو ومتربص بنا، وتلك عادة سنوية لديهم.
لأجل ذلك تدور رحى الصخب، والثرثرة بترهات مكررة، ومستهلكة تحاول النيل من بلادنا بتسييس الحج وتفاصيله، ويترصد الأعداء لالتقاط أي حدث وتشويه تفاصيله، وقلب حقيقته إلى باطل.. وسنسمع الاسطوانات المزعجة عن موضوعات يفهمها المواطن جيداً، ويدرك معناها، وكيديتها..
لذلك على من تحمله نفسه على الاساءة والتصيد والتدليس واشغال الناس بخداع وكذب عبر منابر الخراصين والمنتهزين والمرتزقة والوكلاء والمناديب لجهات هناك عليه الا يختبر صبرنا، ويجرب ردنا، وادارتنا القديرة لموسم الحج والحجاج فهو سيبلي نفسه ومن خلفه.
من المعيب أن يؤمر المسلم بمراعاة حرمة المشاعر والشعائر في كل أوقاته وحركاته، ثم نراه بعد ذلك يضرب بهما عرض الحائط ويختار النوايا السيئة والممارسة الكريهة والسلوك الشاذ ويحقر مكانا هو أولى بالمراعاة، وأجدر بالاحترام من أي مكان آخر، وصدق الله إذ يقول في محكم قرآنه: "ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" (الحج:30) ويقول سبحانه: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" (الحج:32) ولا شك فإن مراعاة هذين الأدبين الإسلاميين من تعظيم حرمات الله وشعائره، ونحسب كذلك أنهما مقصدان أساسان من مقاصد الحج. لذا نهيب بحجاج بيت الله الحرام مراعاة هذين الأدبين خاصة، إذ هما مظهران من مظاهر رقي الأمم، ومؤشران من مؤشرات وعيها الثقافي.
ويبقى القول: موسم الحج يدار بحزم، وينظم بعزم.. ومعلوم أن بضاعة المختل سواء من أتى للحج أو أدار ضغينته في أماكن الحقد والتحزب هي استغلال مواسم الخير والعبادة لينفث شروره ويوظفه ابليسه في الفساد والإفساد والإسفاف بمقاصد الدين الحنيف وقيمة المسلم وحرمته. لذا.. القوة والكبت وحدهما هما الخطاب المناسب لمثل أولئك فعلى كل ذي لب أن يختار لأمره بين أن يقضي حجه فيما يرضي الله أو فيما يغضبه ثم يغضبنا.
التعليقات