عندما نتحدث عن القادة الذين تركوا بصمة لا تنسى في تاريخ الأمم، لا يمكننا تجاهل دور القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. كان قائداً رؤيوياً وحكيماً، ركز بشكل كبير على أهمية التعليم في بناء دولة قوية ومزدهرة. ونحن نعيش فترة الترقب للتحصيل العلمي والأكاديمي لأبناء الوطن، نستلهم من رؤيته توجيهات استثنائية ستساعد أبناءنا في تحقيق الإبداع والنجاح العلمي.

أدرك الشيخ زايد، رحمه الله، منذ البداية أن التعليم هو أساس التقدم والتطور. ولذا، عمل بجد لتطوير نظام التعليم في الإمارات، إذ أسس مدارس وجامعات ومعاهد لتوفير فرص تعليمية عالية الجودة للشباب. كان يؤمن بأن التعليم ليس مجرد وسيلة للحصول على المعرفة، بل هو مفتاح لبناء مستقبل مشرق للأمة، حيث يؤكد: «إن العلم هو الثروة الحقيقية التي يجب على الأبناء أن ينهلوا منه؛ لأن المال لا يدوم، ولأن العلم هو أساس التقدم».

الالتزام بالتعلم المستمر
غرس القائد المؤسس، طيب الله ثراه، مفهوم التعليم باعتباره ركيزة أساسية للتطور الشخصي والمجتمعي. وأكد على الاستمرارية في التعلم وتطوير المهارات دون التوقف عند حدود الكتب المدرسية، بل بالبحث عن المعرفة في كل مكان، قائلاً: «أؤكد ضرورة إطلاع الشباب على هذه المعالم على الطبيعة وليس في الكتب فقط ومعرفة دولة الإمارات بجزرها وبرها وبحرها وكل أرجائها ليروها رأي العين».

شجع على تعزيز القيم والأخلاق في التعليم. وذكر دائماً بالنزاهة والتفاني والتعاون، باعتبارها أساس النجاح الحقيقي. فطالب الجميع بالصدق مع النفس ومع الآخرين، وأكد أن بالجد، بالشرف والأمانة تحقق الأهداف، وبالاستفادة من التجارب الماضية تبني الخبرات يتحقق التقدم، حيث يسترسل: «بدون الأخلاق وبدون حسن السلوك وبدون العلم لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها؛ وإنما تبنى حضارات الأمم بالعلم وحسن الخلق والشهامة، ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل؛ لأن الأمم العظيمة عندما تعتمد العلم أساساً لبنائها، فإنها تدرك إدراكاً واعياً أن العلم كنز ثمين لا يدركه أياً كان، ولا يحفظه أياً كان، بل ليس كل من يدركه يستطيع استعماله بما يجب أن يستعمل؛ لأن هذا الكنز كالعلم يشمل فروعاً كثيرة، إما أن يضعها أصحابها في صناديق ضعيفة غير مأمونة فتضيع، وإما يضعها في مأمن يتصرف فيها بحكمة متى شاء، وفي المناسب من الأوقات والأزمنة والطريقة التي تتصف بالحكمة والتعقل والروية فتنتج فائدة سارة غير ضارة».

كان القائد المؤسس الشيخ زايد يحث الشباب على ألا يخافوا من الأخطاء، بل يعتبرونها فرصاً للتعلم والتحسين. وكل تجربة يواجهونها، سواء كانت ناجحة أو لا، تضيف لهم معرفة جديدة وتجعل منهم أشخاصاً أفضل. موضحاً: «نحن بشر، والبشر عرضة للخطأ والصواب»، ويتابع متسائلاً: «هل فينا من يشعر أن أباه أو أخاه أو من يرتبط معه في المصير سيعمل شيئاً يضره؟ أنا أؤكد لكم أننا في هذا الوطن إخوة وأبناء، وأي شيء يعمله الآخرون فيه خطأ غير متعمد، لا يمكن أن يعمل الأخ ضد جاره، فمن يعمل شيئاً ناقصاً ضد أخيه فهو غير متعمد، وإن كان فهو مجنون.

ويؤكد ثقته بأبناء الوطن، موضحاً: «إن طموحاتنا لا حدود لها، وكل يوم يمر علينا نضيف الكثير إلى إنجازاتنا التي حققناها، ومسعانا لن يتوقف أبداً، وإنني لعلى ثقة بأن أبناء الوطن يقومون بواجبهم من أجل سعادتهم وسعادة أهلهم، وإذا أخطأنا فحن بشر والإنسان يمكن أن يخطئ، والمهم أن يرجع عن خطئه ويصححه، وعندئذ يستحق هذا الإنسان الشكر والثناء. على الطلاب أن يقتدوا بزملائهم، ويسعوا إلى رفع مستواهم الثقافي إلى الأفضل. ونتمنى النجاح والتوفيق في التزود بسلاح العلم والمعرفة».

رأى القائد المؤسس الشيخ زايد الأمل والمستقبل في أبناء شعبه. أوصاهم بالعمل الجاد والاجتهاد، والاعتماد على القيم والأخلاق في كل ما يفعلونه. والحمد لله، تحققت رؤيته وما زالت على أيادٍ أمينة من قيادتنا الحكيمة.