من ملامح تطور الكرة السعودية وبطولاتها المتعددة من دوري وكأس ملك وسوبر هو تنافس عديد من الدول الخليجية والعالمية لاستضافة نهائيات هذه البطولات السعودية أو بعض مبارياتها لأسباب متعددة ويأتي في مقدمتها برنامج الاستقطاب لأندية الصندوق ورعاية بعض الشركات العملاقة لبعض الأندية كما هو حال نادي القادسية الذي سوف يكون مراسلا شرسا ومرعبا في الأعوام القادمة ليس بسبب الدعم المالي من عملاق النفط أرامكو ولكن هذا هو المهم هو الفكر الإداري في أرامكو الذي سوف يدير القادسية وهذه تجربة جديدة في حال أنديتنا الرياضية التي كانت تعاني في السابق من الفردية وما تجلبها من صراعات بين رجالات الأندية وهذا لا ينطبق على الجميع فإدارات الهلال مثلا فيها روح الاستمرارية في العمل وقلما تسمع الخلافات في البيت الهلالي وهذا هو سر التفوق والنجاح الأزرق في جميع الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم، القادسية العام أو الأعوام القادمة سوف تكون نموذجا جديدا في مشروع الكرة السعودية ولا يعني هذا أن رعاية وهيمنة الشركات فقط في القادسية، فمثلا نشاهد نادي نيوم والصاعد لدوري يلو يسير بتخطيط وعمل إداري جديد ومبشر لخلق بيئة رياضية راسخة من كل النواحي الإدارية والفنية والمالية.

ولا استبعد أن تصل أندية الشركات إلى أن تصبح أدوات استثمارية قوية تجذب الأموال وتحقق الأرباح، هل أنا ضد إدارة الأفراد لبعض أنديتنا والجواب أنني أقف احتراما وتقديرا لما قدمته إدارات الأندية في عقود مضت بعضها نجح بشكل مبهر والأغلبية مع الأسف كانت تجارب سلبية بعض تلك الإدارات لا يهمه كيان النادي بعد ذهابها ومغادرتها وتأتي إدارة جديدة تبدأ من جديد وتدخل في دوامة فكر التجريب في العمل الذي قد لا ينجح في كل الأحوال، لذا نجد إدارات الأفراد في أنديتنا تعتمد على التصريحات الإعلامية الرنانة والصراخ في البرامج الرياضية من خلال أدوات إعلامية هي توظفها لتغطية فشلها وخيبة نتائج فريقها في الدوري السعودي، إدارة فقط ثابتة رغم تغير الأسماء هي إدارة نادي الهلال فعلى مسيرة هذا النادي نجد الاتفاق والدعم لمن يصل إلى رئاسة هذا الصرح وإذا تعرض الفريق لهزات لا يوجد مجاملة لأية شخصية فيه النجاح وتحقيق البطولات هي المحك الرئيس في هذا الكيان، فالهلال هو أقرب الأندية للنجاح من الأندية السعودية ومنها أندية الصندوق فهو يختصر ويجذب المستثمرين في المستقبل في حال تم تطوير التجربة وأصبحت الشركات والأفراد يحق لهم الاستثمار والتملك في الأندية فالهلال منظومة جاهزة وجاذبة للاستثمار للشركات من الداخل والخارج، ولا يضر الأندية الأخرى أن تستفيد من تجربة الهلال أو أن تعمم التجربة على الأندية الأخرى.

إدارات الأندية الجديدة وخاصة في أندية الصندوق تتميز بان أغلب أعضائها من الشباب والشابات وقادمين من القطاع الخاص ومن خلفيات اقتصادية متنوعة ويفترض ان تكون مثل هذه النقلة إيجابية في مسيرة المشروع الرياضي السعودي فيوجد الآن رؤساء تنفيذيون في الغالب هم أجانب قادمون من أندية أوروبية كبيرة وسوف يكون لهم دور مهم في تغيير وتأسيس فكر رياضي جديد لا يعتمد على فوز أو هزيمة هنا أو هناك أو اتهام حكام ونشر ثقافة المؤامرة للتغطية على الفشل الإداري المعشش في عقلية بعض إداريي وإعلاميي وجماهير الأندية الكبيرة عندنا.