ناعمات في القصور، لبقات وأنيقات أمام كاميرات الصحافة والحشود، فهل هناك صور أخرى لهن؟

وهل المواقف السياسية والأزمات جديرة بإخراج وجوه مغايرة لأولئك النواعم؟

لتكن البداية بسيدة ذات مال وجمال وتأثير وذكاء في الأوساط السياسية والتجارية والاجتماعية في أمريكا وهي إيفانكا ابنة الرئيس السابق للولايات المتحدة المرشح الأوفر حظاً للرئاسة في الوقت الحالي دونالد ترمب، ومن يتابع مسيرة السيدة إيفانكا يلاحظ تطوراً مذهلاً في السنوات القليلة الماضية، مما يشي بإعدادها لتتبوأ موقعاً سياسياً مؤثراً في حال فوز والدها في الانتخابات القادمة. وإيفانكا رائدة أعمال ومستثمرة مؤثرة، وكانت نائبة الرئيس التنفيذي في الشركة العقارية العالمية المملوكة لعائلتها، ومستشارة لوالدها عندما كان يشغل منصبه السابق كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة 2017-2021.

في المقابل تشغل السيدة كاترينا تيخونوفا ابنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكانة بارزة في الأوساط الأكاديمية والعلمية في روسيا، وتدير معهد البحوث العلمية «Innopraktika»، الذي يركز على الابتكار والتكنولوجيا، ويتردد أنها رقم صعب في السياسة الروسية وصناعة القرار بدوائر الرئاسة (الكرملين)، وقد قالت عنها وزارة الخزانة الأمريكية إن عملها مسؤولة في قطاع التكنولوجيا مرتبط بشكل كبير بدعم صناعة الدفاع الروسية، فضلاً عن كونها شخصية مؤثرة من خلال منصبها في إدارة صندوق التنمية الوطنية الروسي، الذي يُعنى بالاستثمارات الإستراتيجية في البنية التحتية والتكنولوجيا. ويرجّح المراقبون بفضل تعليمها وخبراتها أنها الأنسب لخلافة والدها في الرئاسة، وقد تلعب دوراً حاسماً في القيادة الروسية بعد انتهاء فترة حكم والدها. والمفارقة أن الجانب الآخر لكاترينا -الناعم- أنها تهوى الرقص على الجليد، وشاركت في عدة مسابقات دولية للرقص.

لم يكن اسم السيدة الجميلة أولينا زيلينسكي معروفاً قبل بداية الحرب على أوكرانيا في عام 2022، ولم تكن زوجة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي نشطة بالقدر الكافي في دوائر الحكم والسياسة، ولكن اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فرض واقعاً جديداً أظهر سيدة بوجه آخر ونشاط مستمر وزيارات رسمية لا تتوقف لتمثل بلادها في فعاليات وعقد مباحثات سياسية لحشد الدعم ونيابة عن زوجها الذي لا يغادر كثيراً خارج البلاد بسبب الأوضاع السياسية وظروف الحرب، أحد أبرز المواقف الأخيرة للسيدة زيلينسكي أنها قامت قبل شهر بزيارة رسمية لصربيا المعروفة بقربها للكرملين، وأجرت مباحثات للحصول على تأييد بلغراد وانتزعت بياناً ينص على تأييد صربيا للسلام الإقليمي في بلادها.

ثلاثة نماذج لثلاث سيدات مؤثرات على الصفيح العالمي الساخن في الوقت الحالي، والأسماء كثيرة بل يغص الحاضر بالأسماء كما تغص صفحات التاريخ بما هو أعظم وأكثر إثارة خصوصاً في منطقتنا العربية، والجزيرة العربية على وجه التحديد.

وكل عام وأنتم بخير.