أعزائي القراء اسمحوا لي أن أصحبكم في هذه الحلقة من برنامج «الفوضى موضة»، وسوف أعرض بعض اللوحات الدرامية المتنوعة التي جمعتها خصيصًا لكم... بما أن أقل ما يمكن أن نصف به ما يحدث هذه الأيام بالدراما؛ تراجيدي، هزلي، ساخر، رعب، بوليسي، سياسي...الخ، وللتوضيح أكثر يمكننا أن نقول: بعضٌ غارق بالهم وبعضٌ غارق بالدم وبعضٌ يغني بالطاحون! اللوحة الأولى: الرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترمب يصاب بطلقة نارية تخدش أذنه اليمنى، ويقتل القناص ومعه أحد الحاضرين بينما يصاب آخر بجروح خطيرة في التجمع الانتخابي في ولاية بنسلفانيا، حدث مؤسف ومرعب بالنسبة لأسرته ومحبيه وأسر الضحايا ومحبيهم، لكن العالم يتصرف وكأن إعصارًا قد ضرب مدينة كبرى كنيويورك أو باريس أو لندن، بينما يعيش الفلسطينيون يوميًا تحت آلاف الطلقات بل القنابل، والقتلة ينعمون بالمزيد من الحرية والدعم من الغرب! رصاصة دوت فأسمعت العالم بينما رصاص يدوي في فضاء صامت! اللوحة الثانية: سيدة تتحدث عن قضايا مهمة وتنذر قلمها لتوعية من يصل إليهم صوتها عما يحدث في غزة، ويتم مهاجمتها يوميًا لمحاولة إقصائها ومنعها من التحدث من قبل أنصار العدو على السوشال ميديا، ولا تهتز شعرة من رجال ملتها أو عرقها أو حتى أمتها، ترمي طعمًا تذكر فيه الحجاب، يلتقط الطعم الآلاف من رجال ملتها ويتناقلون المقطع مهاجمين ومنتقدين! وجدتهم منشغلون بشعر هذه وحجاب تلك، سماكة مساحيق هذه وثياب تلك؛ ينتقدون شكل الشفاه أو حجم الخدود وكل مظاهر التغييرات التي أتى بها طب التجميل الحديث على جميع تضاريس المرأة، بمعنى أدق يتابعون النساء بحجة النقد والخوف على الدين والهوية! سحبتهم بكل سهولة إلى موقعها بكلمة! وقالت بعدما تم لها ما أرادت مشيرة إلى الحجاب فوق رأسها: «أهذا ما حرككم؛ قطعة القماش هذه؟! والدماء.. والأشلاء.. وجثث الأطفال؟! هل كان يجب على نساء غزة التعري أو الرقص على الأشلاء كي تنتبهون إلى مأساتهم! اللوحة الثالثة: الكيان الصهيوني الغاشم يقصف أرضا عربية... أي أرض؟ وماذا يهمكم أي أرض.. إنها عربية ألا يكفي؟! كلا! ولكنه العدو نفسه! العدو نفسه ولكن ليس الهدف نفسه! ثم إن مسافة عدة كيلومترات تحدث فرقا... هنا نهلل ونكبر وهنا ندعم بالحسبنة والدعاء! فعلا قُصف العدو وانتهى بعد هذه المواقف! كلاكيت ثاني مرة... الكيان الصهيوني الغاشم يقصف أرضًا عربية! أي أرض عربية؟ فلسطين المحتلة؟ أي جزء من فلسطين؟ غزة؟ من الذي بدأ؟ اللهم طولك يا روح! لحظة... نريد فقط تصفية حسابات قديمة فيما بيننا أولًا، قبل أن نتعاطف أو نساند أو حتى نستنكر... إنها مسألة مبدأ وموقف! ما هذه القوة، ما هذا العزم والإصرار... فعلا يجب أن يتعلم منكم العالم كيف يكون الثبات! اللوحة الرابعة: يا عم يا سيد يا محترم: العالم يحترق... عندي همومي! العالم يحترق.. إلى أن تنتهي المباراة! العالم يحترق.. في «ستين داهية»! أنت تحترق... «عن جد»؟! اللوحة الخامسة: داخل مطعم «.... وأنت ساكت»، لنستمع إلى أحاديث جانبية لبعض من الزبائن: أنا أعتقد...! أنا لا أعتقد! أنا مع...! أنا ضد! هل...؟ كلا! من...؟ لا أدري! أنا وطني.. أنت عميل! أنا عربي... كنت عربي! عذرًا لا يمكن أن نتابع أكثر... لأننا لم نجد حديث كامل... أو ربما العقول لم تعد تتحمل الجمل المفيدة! اللوحة السادسة: مع بعض من شباب الأمة (من الذكور والإناث)، أمل المستقبل...اللهم احرسهم واحفظهم لأهاليهم: متابعين لحلقات البرامج الأجنبية؟ بالتأكيد أفلام... تمثيليات.. أغاني...مسابقات! والأغلبية لسانه إذا لم يكن «معوجًا» لليمين ستجده «معوجًا» لليسار.. لا يذهب تفكيركم بعيدا أقصد: «أخت ونخت» و«بارادون موا» و«زوري» و«إسكوز مي» و«أو ماي جاد»! لكن الشهادة لله تجدهم أكبر وأمهر بحارة على «النت» خاصة مواقع التواصل الاجتماعي و«اليوتب»! ما شاء الله تبارك الرحمن... وكل ذلك تعلم ذاتي؟! شيء مدهش حقًا! يا شباب.. إنهم يهاجمون أمتكم... إنهم يفبركون تاريخكم... إنهم يخطفون تأييد العالم لقضاياكم بل يدفعونه لعدائكم! هل ستردون عليهم؟ أي قضايا؟! ثم أنكم لم تعلمونا في المدارس كيف نرد.. بل أنكم لم تعلمونا اللغة الإنجليزية جيدًا... ومن أين وكيف تتوقعون أن نأتي بالمعلومات؟! الظاهر إن التعليم الذاتي ليس له دور هنا.. خارج حدود الخدمة! اللوحة السابعة: «يا خلي القلب»... «يا مال الشام يالله يا مالي»... «سقط اليوم أربعة عشرة طفلًا شهيدًا، خمسة قتلى، وعشرون جريحًا»، «أحتفل»، «هاجم»، «طبق اليوم: أم علي وقرصان»، «ندد.. استنكر»، «عنف متبادل»، «اعتداء»، «دفاع عن النفس»، «قصف»، «جوووول»... عذرًا أعزائي القراء فلقد تداخلت الخطوط والقنوات! اللوحة الثامنة: تشويش................. انقطع الإرسال! يقول المفكر وعالم الاجتماع المصري عبد الوهاب المسيري «الهوية هي حلبة الصراع الحقيقية بيننا وبين العدو»، وهنا أعتذر عن مواصلة عرض اللوحات إلى أن يتم «الفورمات»، ومن ثم إعادة البرمجة للتمكن من التعرف على أهمية وماهية الهوية، آملين أن ذلك قد يؤدي إلى تحديد البوصلة ووضوح الرؤى... نلتقي بإذن الله في ظروف عالمية أفضل... في أمان الله.