أقل ما نرد به نحن كمواطنين كويتيين، على ما تفضّل به القامة الفنية والمبدع الكويتي سامي محمد، لنحقق جانباً بسيطاً من حلمه، هو ان نعترف كلنا بمتحفه كمتحف وطني، لأن ذلك أقل ما يمكن أن نحققه لهذه القامة الفنية المبدعة. دعوته أبسط بكثير من إنجازاته الضخمة التي يشار إليها بالبنان كأبداع كويتي.

يقول الفنان سامي محمد: «قمت بتجهيز المتحف حباً لوطني وتقديراً له، لأنه أعطاني الكثير، وكل ما في متحفي مجرد تعبير عن وطنيتي وتقديري لبلدي، وهذا المتحف لا يحتاج إلى شيء الآن سوى فقط رعاية الدولة».

‏لأن القوانين في الكويت تمنع إقامة متاحف شخصية، وفق قول فناننا المتميز، فقد اضطر إلى أن يسمي متحفه باسم والدته «متحف دار مريم»، وحصر آماله وأحلامه في أن ترعاه بلاده، ويكون معلماً وصرحاً ثقافياً، يزوره المسؤولون وضيوف الكويت، ويُعترف به بشكل رسمي.

لا أملك إلا أن أقول إننا ككويتيين نتشرّف بأن يكون «متحف مريم» معلماً فنياً راقياً لنا أولاً، وقبلة لضيوف البلاد والمهتمين.

متحف سامي محمد بمنزلة حلم لازمه 65 عاماً، وتحقق أخيراً من دون أي دعم من أي جهة، لتنفيذ هذا المشروع الضخم، الذي يضم منحوتات ولوحات تشكيلية غاية في الإبداع والإتقان.

اشترى الأرض، ثم انتظر طويلاً لبنائها، بعد ان ادخر الأموال من بيع أعماله التشكيلية أو النحت أو اللوحات أو مجسمات، بعد أن كان إصراره على تحقيقه يزداد يوماً بعد يوم، ليرى هذا الصرح النور قبل وفاته.

يقول الفنان القامة، والموهبة المتأصلة الشامخة: «إن ظنه لم يخب بفضل إصراره، فتحقق الحلم معتمداً على ذاته من دون أي دعم من أي جهة.

اشتريت الأرض، ثم انتظرت طويلاً لبنائها، ادخرت الأموال من بيع أعمالي التشكيلية أو النحت أو اللوحات أو مجسمات وجمعت الأموال، وتم بناء المتحف».

يضيف: «تجرعت على مدى سنوات طويلة مرارة المعاناة النفسية للفن السامي، الذي يقدس كرامة الإنسان، ووجدت أن الإنسان بلا كرامة كائن ناقص».

إن آمال هذا الانسان المحب لوطنه وغزارة انتاجه وسمعته في محيط خليجنا وعالمنا العربي والدولي، بسيطة بساطة روحه، وهي أن يُنظر إلى المتحف على أنه «جزء من دولة الكويت، لأنه يروي حدثاً تاريخياً للثقافة الكويتية في الفنون التشكيلية».

محتويات المتحف إرث وطني، يتمنى فناننا الكبير أن يتم الانتباه إليه وتقديره من الدولة، متساءلاً عن مصير المتحف عقب عشرات السنين.

ولم يخفِ الفنان سامي محمد قلقه حول ما يمكن ان يلحق بالمتحف في المستقبل، هل سيحتفظ به الورثة؟ وهل سيتصارع أحفاد الأحفاد على الأرض والأعمال؟

أمور في الغيب، إلا أنها هاجس يقلق سامي محمد، مما اضطره إلى طلب أن ترعى الدولة المتحف وتحميه، كما تقوم الدول المتحضرة، التي تهتم بتشييد متاحف لمشاهيرها.

لا أعتقد أن هناك جهة يُقدّم لها متحف كامل راقٍ يشرّفها ويُشرّف الفن فيها، ولا تلتفت إليه، إلا إذا كانت...

إقبال الأحمد