عثمان بن حمد أباالخيل

الارتباط بين المواضيع مهم فلكل سبب نتيجة كما أنه ليس بالضرورة أن تكون النتيجة إيجابية أو سلبية أو بين الأمرين فهي مرتبطة بالواقع. هل الحب مرتبط بالجمال، هل تكرار استخدام غسول الفم مرتبطٌ بحدوث سرطان الفم؟ هل تقييم المعلمة مرتبط بمستوى التحصيل العلمي لطالباتها، الإمعان في التفكير مرتبط بالاكتئاب وفقدان الذاكرة، دراسة انتقال أمراض وراثية مرتبطة بصبغيات جنسية، هل صداقتنا مع بعضنا مرتبطة بمصالحنا، هل تسبب أجهزة الهاتف الجوال سرطان الدماغ، أسعار الأراضي ستنخفض لـ30 % بعد انخفاض النفط، الجريمة مرتبطة بعوامل اقتصادية خاصة كالفقر والبطالة، هل كثرة النوم مرتبطة بمشاكل في الأذن، هل العطش مرتبط بتشخيص السكري، هل التطور مرتبط باللغة الإنجليزية، هل مرض البهاق مرتبط بعنصر الكالسيوم، هل آلام الظهر خلف القلب مرتبطة بخطر على القلب أم لا، ألم الظهر.. هل هو مرتبط بآلام الركبة. والكثير والكثير من الأسباب والنتائج التي نواجهها في حياتنا. فهل من المعقول أن تمطر السماء وهي زرقاء؟

إن الخلافات بين الزوجين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بغياب الحوار، وحين يحل الحوار بينهما يعيشان حياة سعيدة وحياة مستقرة. فالحوار ذو قيمة لابد أن يدركها كلاهما، خاصة وقد أتى القرآن الكريم ببعض صور للحوار، فهذا حوار قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف عندما استعلى أحدهما على الآخر بكثرة زرعه وثماره، وهذا حوار في قصة موسى والعبد الصالح الخضر، غير حوار إبراهيم عليه السلام حين همَّ بذبح ابنه قال تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات: 102).

الطبيب الذي يصف دواءً خاطئاً وربما قاتلاً مردّه مرتبط بعدم التشخيص للداء وصرف الدواء الخاطئ, كشفت دراسة جديدة أن نحو 12 مليوناً من البالغين الذين يذهبون إلى عيادات أطباء أو عيادات خارجية أخرى في الولايات المتحدة يحصلون على تشخيص خاطئ لما يشكون منه مشيرة إلى أن نصف هذه الأخطاء قد تؤدي لعواقب وخيمة. إن أسعار صرف عملات معظم دول العالم في الماضي كانت بصورة أو بأخرى مرتبطة بالدولار عندما كانت أنظمة الصرف الثابتة شائعة قبل بداية السبعينيات.

الارتباط بين أمرين مهم هذا يؤثر على هذا، وهذا سبب التأثير. الحياة سلسلة من الارتباطات بعضها نعرفها والبعض الآخر نجهله. هناك أمور في حياتنا تحدث دونما معرفة السبب والارتباط لكن في الواقع فإن السبب موجود لكنه غير معروف لنا. مثلاً بعض أمراض السرطان كفانا الله المرض جميعاً مرتبطة ربما بالأكل أو شرب الدخان أو استنشاق البخور لكن الأطباء ليس لديهم سبب هذا الارتباط. أو جينات وراثية جديدة مرتبطة بمرض التوحد وهنا الأطباء يحتاجون عشرات السنين لمعرفة السبب والارتباط، حيث حددت دراسة بقيادة فرق بحثية في نيويورك وتم نشرها في مجلة «Nature»، أكثر من 100 من الجينات الوراثية التي تحتوي على الطفرات الجديدة التي قد تلعب دوراً في الإصابة باضطراب طيف التوحد (ASD). وقد تم تحديد الجينات عن طريق دراسة 15480 عينة من الحمض النووي التي تم جمعها من مختلف أنحاء العالم. الرابط بين الأشياء على اختلاف أسمائها موجود لكننا أحياناً كثيرة نحتاج قدراً من الوقت لمعرفة هذا الارتباط وسببه.