لا يعجبني الإعلام المطبل، الذي يقوم ويستمر على المديح، والمبالغة في الإعجاب والتنظير، فقط لإرضاء أصحاب العلاقة والسلطة.

لا يعجبني الإعلام المتشائم بشكل متطرّف، مما يعكس هذا التشاؤم وهذا التطرّف.. على كل كلمة يقولها أو ينشرها.

لا يعجبني الإعلام الضيق في أهدافه ومصالحه، والبعيد كل البعد عن المصلحة العامة والمصلحة الوطنية.

لا يعجبني الإعلام الذي لا يتعب في بحثه وربطه وشفافيته.

لا يعجبني الإعلام المتلوّن، الذي له صور متعددة كل يوم، ومختلف يوماً بعد يوم، وفق ما يوصله إلى مبتغاه وإلى هدفه الخاص والضيق.

لا يعجبني الإعلام الذي يستغل خطأ، ويحوّل نتائجه الى لطم وشد شعر وإثارة خوف وقلق وألم.

‏يعجبني الإعلام، الذي يتكلّم ويتحدّث عن السلبيات، يحذّر ويوضح بكل موضوعية، وإن كانت بعض الأحيان قاسية تثير الخوف والقلق من المستقبل، ويضع الحلول والتصورات، التي تثير الأمل وتطرح الحلول.

يعجبني الإعلام، الذي لا يُخفي معلومة غير سرية، يجب أن يسمعها أو يقرأها الشعب، ويتحدث عنها بوضوح وموضوعبة بكل ثقة، من دون تبهير لا لزوم له.

يعجبني الإعلام الموضوعي في رد الفعل، وغير المبالغ في التشنجات والندم.

يعجبني الإعلام الذي يفكر لمصلحة الوطن، من خلال عرض أي معلومة تقلق الشعب، ويشخصها بتفاصيلها كافة بكل وضوح وجرأة.

لا يعجبني الإعلام، الذي يلقي بالمعلومات أو الرقم أو الإحصائية، التي تثير خوف وقلق الشعب أو المواطنين على الواقع والمستقبل، ثم يترك الساحة خالية إلا من التعليقات والتفسيرات والتحليلات السطحية، التي تزيد الطين بلة، ولا تحل المشاكل وتصحح الأخطاء وتحد من المبالغات، وتقلّص من التشاؤم وتزيل الخوف.

يعجبني الإعلام، الذي لا يترك هذه الساحة خالية من دون أن تصاحبها تحليلات منطقية، مبنية على روئ علمية، الإعلام الواعي الواثق من نفسه.

يعجبني الاعلام، الذي لا يستغل أي معلومة تثير الرعب والرعب والخوف والقلق، من دون أن يطرح معها حلولاً واقتراحات من قبل متخصصين فاعلين، يعرفون ما يقولون وكيف يقولون، ومتى يتحدثون، ويعرفون كيف يشخصون أمراض ومشاكل الوطن.

نطالب أكثر وأكثر بإعلام واعٍ مسؤول في عرض المشكلة وحلها، ويفتح المجال لجمع اقتراحات التطوير والحلول، ووضع التصورات المثالية المبنية على الحقائق، من قِبل متخصصين محبين وغيورين على الوطن.


إقبال الأحمد