خالد بن حمد المالك

مع كل يوم هناك مصدر فرح، وبُشرى جديدة، ومعلومة تُعزّز جودة الحياة في الرياض خاصة وعلى امتداد المملكة عامة، حتى وكأن بلادنا وقد أصبحت تُغرّد عالمياً لوحدها في مثل هذه الإنجازات، وأن على غيرها أن يُحاكيها، ويُقلّدها، ويَقتفي أثرها، ويحاول أن يعمل كما تعمل.

* *

في كل يوم يُعلن عن مشروع حيوي يكون قد بدأ العمل فيه بهدوء وصمت، وخطا خطواته الأولى لتحقيق منجز تفاخر به بلادنا، ويسعد به مواطنوها، ويأخذ مساره ضمن مسارات أخرى تمّ فيها من الإنجازات ما أضاء شموع الفرح في أوساطنا، وجعل من دولتنا وجهة لغيرنا كما هي لنا، ومحفلاً لمن يريد أن يستمتع بحياته.

* *

أخيراً وليس آخراً أُعلن عن استاد الملك سلمان في الرياض يتسع لـ - 92 ألف مقعد -، بمواصفات عالمية غير مسبوقة، من حيث الموقع، والسعة، والوظائف، والتصميم، وملاءمته واستلهامه من العمران المحلي، مع تحقيقه لمتطلبات المباني الخضراء.

* *

نحن إذن أمام أحد أكبر الملاعب الرياضية عالمياً بعد أن بلغت الرياضة بالمملكة مراتب متميزة على الصعيد الدولي، وحقّقت في السنوات الأخيرة ما أصبح حديث العالم ومتابعته، ومع انتهاء تنفيذه في العام 2029م سنكون أمام مَعْلَمٍ رياضي وأيقونة معمارية، ووجهة سياحية وترويجية وترفيهية ورياضية لسكان وزوار مدينة الرياض كما أشار إلى ذلك وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض.

* *

هذا الإنجاز - الفخر - يقف وراءه الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ليكون إضافة كبيرة لكل الإنجازات الكبرى السابقة المُتحقّقة في كل المجالات، ولن يكون الأخير، فنحن في سباق مع الزمن لتجديد وتطوير المملكة، وتحسين جودة الحياة فيها، ووضع بلادنا في الموقع العظيم والمُهم والمُستحق الذي يجب أن تكون عليه.

* *

وفي وصف لهذا الاستاد العملاق، فقد اختُير له ليكون شمال مدينة الرياض، وتحديداً على طريق الملك سلمان، بجوار حديقة الملك عبدالعزيز، قريباً من المواقع الحيوية في المدينة، مثل مطار الملك خالد الدولي، ويتصل بمحطة قطار الرياض، ومحاور الطرق الرئيسة مما يُسهّل الوصول إليه من جميع أنحاء المدينة.

* *

وفي تفاصيل أخرى، فالتصميم المعماري للاستاد الرئيس يتميز باحتوائه على جدران وأسقف خضراء، تُحقق متطلبات الاستدامة البيئية والمباني الخضراء، مما سيضيف أيقونة معمارية عالمية رياضية مميزة مؤهلة لاستضافة أهم الفعاليات الترفيهية المحلية والعالمية، ما يجعلنا أمام فرصة لتعزيز التصنيف العالمي لمدينة الرياض لتصبح واحدة من بين أفضل المدن ملاءمة للعيش على مستوى العالم.

* *

ليس هذا فقط، فالاستاد يضم مجموعة من المرافق لممارسة الأنشطة الرياضية المحتملة، وعدداً من المراكز التجارية، والأماكن الترويحية المتاحة لجميع الفئات العمرية على مدار اليوم، وهناك مقصورة ملكية تتسع لـ150 مقعداً، و120 جناح ضيافة، و300 مقعد لكبار الشخصيات، و2200 مقعد للشخصيات العامة.

* *

ولابد من التذكير بأن استاد الملك سلمان يتميز باحتوائه على أنظمة تبريد مستدامة لمقاعد الجماهير وأرضية الاستاد، كما تحيط بأعلى الاستاد شاشات ممتدة داخلياً للجماهير، بالإضافة إلى توفر حدائق داخلية، ومسار للمشي على سطع الاستاد بإطلالة مميزة على حديقة الملك عبدالعزيز.

* *

وهناك ملعبان رديفان للتدريب، ومسبح أولمبي، ومضمار لألعاب القوى، وملاعب خارجية لكرة الطائرة والسلة والبادل، وملاعب أخرى لألعاب أخرى، وكل هذه المرافق تتصل عبر مسار رياضي بطول يصل إلى 9 كيلومترات حول حديقة الملك عبدالعزيز التي سبق وأن أُعلن عن تفاصيل عنها.

* *

وأمام هذا المنجز الجديد، بكل هذا الإبهار، والتّميّز، والجذب، ومع هذا الاستاد العظيم بكل تفاصيله، ليكون أحد أكبر الملاعب الرياضية في العالم، لا نملك غير كلمات الشكر والتقدير والامتنان لقيادتنا، لأننا نمر بطفرة تاريخية غير مسبوقة بفضل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بمواطنيهم، حيث لم نعد قادرين على رصد كل ما تحقق من إنجازات لكثرته وتنوعه وامتداده لكل مناطق المملكة، وهو ما أسعد الشعب، وعزّز مكانته وتطوره بين الدول الكبرى في العالم.