عثرنا على نحو ألف قطعة أثرية فريدة خلال حفائري بالمدينة الذهبية التي كشفت عنها بالبر الغربي لمدينة الأقصر. وقد أطلقت عليها اسم المدينة الذهبية لأنَّها بُنيت خلال العصر الذهبي لمصر، وتحديداً عصر الملك أمنحتب الثالث أبو الملك أخناتون، الذي نادى بعبادة الإله الواحد. ومن المثير أنَّه لم يعثر داخل المدينة على أي تماثيل للآلهة سوى تمائم الإلهة حتحور ربة الحب والجمال عند الفراعنة، بالإضافة إلى اسم آتون الذي سادت عبادته وحده دون الآلهة في عهد أخناتون، الذي قال إن آتون هو الذي يوجد خلف قرص الشمس. وعثرنا على منظر للشمس يخرج منها الأشعة داخل أحد المنازل، التي أطلقنا عليه اسم منزل آتون.

وعثرنا على مجموعة ضخمة ورائعة من الفخّار الملوّن باللون الأزرق، وهذا النوع من الفخّار يؤرخ لعصر الملك أمنحتب الثالث، ومنها مجموعة من الفخّار شكّلت مقدماتها على شكل الغزال. وعثرنا أيضاً على مجموعة من السنانير (الخطاطيف) التي كانت تستخدم في صيد الأسماك، وعثرنا على سمكة طولها نحو متر ونصف محنّطة ومطلية بالذهب، هذا بالإضافة إلى العديد من التماثيل الصغيرة للملكة «تي» زوجة الملك أمنحتب الثالث، ويجاورها تماثيل صغيرة للإلهة حتحور. وعثرنا على أوانٍ ملوّنة جميلة تنتهي بشكل الإلهة حتحور. وداخل المدينة عثرنا على هياكل عظمية لبقرتين، ومن المعروف أن البقرة كانت رمز الإلهة حتحور.

وعثرنا بجوار ورشة الطوب اللبن على بحيرة ضخمة كانت تمد المدينة بالمياه وكذلك تمد ورش الطوب اللبن بالمياه.

ومن الغريب أننا هذا الأسبوع عثرنا على وديعة أثاث باسم الملك رمسيس الرابع، وهذا يدل على أن هذه المدينة كانت ممتدة في عصر الأسرة 20. وعثرنا على اسم المدينة مكتوباً بالهيروغليفية، وهو إشراقة آتون ومن الغريب أن الملك أمنحتب الثالث أطلق على قصره المعروف بالملقطة على مسافة قريبة من مدينة العمال اسم «إشراقات آتون». وأطلق على نفسه صفة إشراقة آتون. وعندما ذهب أخناتون إلى تل العمارنة لكي يبني عاصمة جديدة أطلق عليها اسم «أفق آتون». وقال إنني أقوم ببناء هذه المدينة لأبي آتون، ولذلك أعتقد الآن أن أمنحتب الثالث كان هو آتون، وأن الملك أخناتون قد عبد أباه في شكل آتون. كشف المدينة الذهبية بالأقصر يُعد أهم اكتشاف أثري في القرن الحادي والعشرين، وكذلك هو أهم اكتشاف أثري بعد كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون.