عبدالله العلمي

أتى الصيف حاراً وجلب معه العديد من التطورات الاقتصادية المهمّة. نجحت السعودية في تحقيق خفضٍ تاريخي وبشكل غير مسبوق في معدلات البطالة. المحفزات واضحة؛ فقد أسهمت قرارات عدة مؤخّراً في إضافة فرص عمل جديدة في المجالات الجاذبة للجيل الشاب في المملكة. كذلك، تمّ إطلاق مبادرات لتبنّي أنماط معيشية حديثة، تزامناً مع تحفيز القطاع الخاص لتوظيف المواطنين المؤهلين، ودعم البرامج التدريبية والمهارات التقنيةً.

بالتالي، السوق يشهد اليوم تحوّلات مميزة تهدف إلى تنويع الاقتصاد، ما ساهم في خلق فرص وظيفية بِرواتبٍ مُجزية وحوافزٍ مُغرية، نتج منها تحسين مستوى معيشة الأفراد وتعزيز قدراتهم الشرائية. هكذا، تستمر السعودية في تقديم التسهيلات للشركات التي تُوظف المواطنين وتدربهم لتلبية احتياجات سوق العمل.

النتائج واضحة، ومنها نجاح الإبداع والابتكار، وتطوير تقنيات حديثة تُعزز من تنافسية المملكة على المستوى العالمي. كذلك، هناك حرص على تزويد الشباب بالمهارات اللازمة للانخراط في القطاعات التقنية الجديدة، ما يُحفّز على التطوير المهني ويُساهم في بناء رأس مالٍ بشري متميز، يخلق مناخاً موثوقاً.

ولعلي أطرح مثالين من أرض الواقع. طالب مجلس الشورى جامعة الباحة باستحداث برامج أكاديمية متخصصة ومبتكرة باعتمادات أكاديمية. كذلك، طالب الشورى جامعة حائل بالعمل على تنويع استثماراتها؛ بما يسهم في تنمية إيراداتها الذاتية ويحقق الكفاءة والاستدامة المالية، والتوسع في استقطاب أعضاء هيئة التدريس في التخصصات الصحية والهندسية؛ بما ينسجم مع أعداد الطلبة المقبولين فيها والتخصصات المستحدثة.

ما موقع النفط في الاقتصاد اليوم؟ خامات النفط القياسية تتجّه إلى تسجيل بعض النمو، بعد توقعات قوية للطلب على الخام والوقود. المُرجح أن تنخفض المخاوف بشأن الانقطاعات المحتملة في الإمدادات من المنطقة، بنك غولدمان - ساكس توقّع طلباً قوياً على الوقود في الولايات المتحدة هذا الصيف، كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته بحلول عام 2029، ليستقر عند نحو 106 ملايين برميل يومياً. أما منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) فتتوقع نمواً قوياً نسبياً في الطلب العالمي على النفط لعام 2024.

عالمياً، هناك تخوف من الإشارات المتضاربة بشأن أسعار الفائدة الأميركية، وإبقاء بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة ثابتة، أو تأجيل البت فيها إلى أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2024. إلّا أن أيمن السياري، محافظ البنك المركزي السعودي، شدَّد على "سلامة القطاع المصرفي السعودي وخلوه من الانكشافات على أزمة البنوك الأميركية المتعثرة". هكذا تؤكّد الرياض متانةَ مركزها المالي، وتوفر السيولة التي تجعلها في مأمن من الأحداث العالمية الطارئة.

آخر الكلام... أختم بخبر إيجابي واعد جديد، هو إعلان مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي عن اعتماد تصاميم البرج الرياضي، أحد أبرز معالم مشروع المسار الرياضي على طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، بارتفاع يلامس 130 متراً ومساحة تصل إلى 84,000 متر مربع، ليصبح أطول برج رياضي في العالم على الإطلاق.