عبدالعزيز التميمي

إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لما نحن فيه اليوم من خطب جسيم وأمر صعب لا نحسد عليه لا أرجوه لأي إنسان كان.

فالفقيد الغالي على كل الكويت فراقه صعب، ولا يتحمل نزول خبر نعيه رحمه الله جبل ولا يسع ألمه الدنيا، فما وقع علينا من خطب هذا اليوم (الإثنين) ضيّق علينا الساحات الفسيحة وأطفأ في عيوننا الضيا وأنا شخصياً أقف عاجزاً لا أعرف من أين أبدأ الحديث عن قامة كويتية ليست قليلة ورجل من رجالاتها الذي بدأ الإنجاز مع الكويت منذ نشأتها باعتباره فارساً من فرسان ميدان الكفاح والجهاد والعطاء السخي الذي لا ينضب.

سمو الشيخ سالم العلي الصباح، ليس بشخصية عادية لا أستطيع سبر أغوار تاريخه المشرف ولا أستطيع أن أحبس دموعي، وأنا أتذكر شيئاً منها عادت علينا كشعب كويتي بالخير...

ولا غرابة من ذلك فهو سليل أسرة آل الصباح الكرام حفظهم الله، وذرية الأسد مبارك الصباح رحمهم الله. فأرجو ألا يلومني أحد إذا كنت موجزاً أو مقصراً وأنا أرثي نفسي بهذا المصاب الجلل والخطب الكبير الذي جاءني صاعقة مدوية شلت من هولها أصابعي وهرب مني قلمي وخانتني العبارات فعسى عيني التي أهلكها «السبعين من العمر» فتمازجت الخطوط والحروف فلا يد تساعد ولا عين تبصر بعد غيابك يأيها الفارس الذي ترجلت من صهوة حصانك وبيمينك سيف كفاحك وصولجان عطائك الذي بنت الكويت التي هي الحاضر الآن نعيش بها بأمن وخير وسلام.

رحلت وكنا جميعاً في حنايا قلبك النقي الصافي ومن قلوبنا ندعو لك كما يجب وكما تستحق، فالله سبحانه وتعالى يعلم علم اليقين من هو الشيخ سالم العلي وما هي مناقبه وأفعاله وإنجازاته...

انتقلت من عالم الدنيا وبإذن الله إلى عالم الخلود في سجل الصالحين الذين صدقوا ما عاهدوا الله وآخر دعوانا ونحن نودعك أيها الأمير والوسام الذي به نتشرف أن نخلص لك الدعاء بأن تكون في الفردوس الأعلى مع الأولياء والأنبياء والصالحين.

فعظم الله أجركم أهل الكويت بهذا الفقيد الغالي وعظم أجركم وأحسن جزاءكم آل الصباح الكرام سائلاً الله تعالى أن يحفظكم من كل سوء والبقاء لله رب العالمين...