خالد بن حمد المالك
في ظل استهداف المملكة بالإساءة إليها لإشغالها عن أولويات تنفيذ خططها وبرامجها، هل المطلوب منها أن تتفرَّغ للرد على هؤلاء على حساب توجهاتها الاقتصادية والصحية والتعليمية والتنموية المتسارعة، وما إلى ذلك من متطلبات لقيام دولة المستقبل؟!
* *
السؤال أيضاً: هل المملكة في حالة ضعف وشكوك وتردد في تعاملاتها، وسياساتها، وأساليب إدارة الدولة، حتى تكون على أهبة الاستعداد للرد على كل حاقد، ومتجن، وصاحب هوى، لإفساد الصورة الجميلة للمملكة في أوساط العالم؟!
* *
أسال مرة أخرى: ماذا يضير المملكة إن قذفها الصغار ببذيء الكلام، والأكاذيب، واتهموها بما ليس فيها، وقالوا عنها ما لا يغيِّر من انطباعات منصفة وصادقة من الشرفاء ولكل من زارها أو أقام فيها، فلم يجد إلا الخير والتطور والتعامل الراقي من الحكومة والشعب؟!
* *
دعوني أسأل أيضاً: لو لم تكن المملكة، دولة حاضنة برقي واحترام لكل وافد للعمل فيها، وكسب الرزق الحلال، هل كان أكثر من ثلاثة عشر مليون شخص من مختلف دول العالم سيختارون المملكة من بين دول العالم في هذه الأرض الرحبة الواسعة للإقامة والعمل فيها؟!
* *
دعونا نكثر من الأسئلة لاستحضار الحقائق الدامغة، أمام الأكاذيب الباطلة، فنسأل: متى كان لشخص وافد أن يبقى يعمل بالمملكة على مدى عشرات السنين لو لم يكن مع عائلته يتمتع بكل ما يتمتع به المواطن من احترام وتقدير رغم الفارق في المسؤوليات والحقوق بين المواطن والمقيم في المملكة وغيرها من الدول؟!
* *
تُرى - وهذا سؤال!- لو فُتح المجال أمام أعداد هائلة من البشر للعمل في المملكة، هل كان واحد من هذه الملايين سيكون خارج السباق مع غيره من الراغبين في الحصول على فرصة عمل بالمملكة، حتى والحملة الشرسة ضد المملكة لا تتوقف، ولن تتوقف؟!
* *
أعود من حيث بدأت المقال وأسأل: هل على المملكة أن تشغل وقتها في الرد على حاقدين وكارهين وحاسدين، أم تترك هؤلاء يحترقون بنار حقدهم وكراهيتهم وحسدهم، بينما يكون الوقت كله لصالح تنفيذ رؤية المملكة 2030 لإسعاد الشعب السعودي بالتطورات الهائلة التي تشهدها بلادنا في كل ميدان، في كل مجال ودون توقف؟!
* *
سياسة المملكة تقوم على العمل، ثم العمل، أي أن تركيزها على الأعمال لا الأقوال، فالأعمال هي من ترد على من تحركهم نوايا أيد خبيثة، وعلى كل من اعتادوا أن يبيعوا ضمائرهم للشيطان، متخلين عن أبجديات التعامل الإعلامي والثقافي والسياسي مع ما قد يكون مثار نقاش وتداول موضوعات تستحق، لا أن يكون كما هي هذه الأصوات التي لا ينبغي أن يُرد عليها، أو يُعطى لها أهمية، أو أن يشغلنا سبابها وأحقادنا.
* *
والمطلوب أن تواجه المملكة الحملات المسعورة ضدها، سواء أكانت بأسماء أشخاصها الحقيقيين، أو بأسماء مجهولة الهوية، بالتجاهل، واعتبارها فقاعات ما تلبث أن تختفي، لأن ما بُني على باطل وأكاذيب مآله النسيان، وكما قيل لا يصح إلا الصحيح.
التعليقات