في الوقت الذي كان فيه الهلال يرتب أوراقه الفنية، ويستعد لتعزيز صفوفه، ومعالجة مشاكله في بعض المراكز التي تشكو من ضعف واضح كالظهير الأيسر؛ كان الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي يرتب بمساعدة صديقه ومواطنه وكيل التعاقدات الإيطالي نيكولا جولياني لتسويق لاعب الهلال سعود عبدالحميد في عدد من الأندية الإيطالية والأوروبية، بل وصل الأمر حسب تأكيد جولياني لقناة العربية لدرجة مناقشة التفاصيل المالية بين مانشيني ودي روسي مدرب روما والهلال آخر من يعلم!.

الهلال الذي كان يبحث عن علاج لثغرة الظهير الأيسر وجد أن مدرب المنتخب وبمباركة من اتحاد القدم يفتحان عليه ثغرة في اليمين بإقناع سعود عبدالحميد بالرحيل وهو لا يزال في الفترة المحمية من عقده مع الهلال الذي كان قد تلقى للتو تأكيدات من برنامج الاستقطاب بعدم دعمه بأي صفقة خلال هذا الصيف؛ ليضطر إلى تحويل قدراته المالية لصفقة الظهير الأيمن لتعويض الأضرار التي أحدثها دخول مانشيني واتحاد القدم على الخط وإقناع أحد أهم ركائزه المحلية بالرحيل في هذا الوقت الحساس الذي يحشد فيه الهلاليون كل طاقتهم استعدادًا للمونديال، وكانوا يرجون وقفة المسؤول الرياضي لدعمه في مهمة تشريف الوطن، ليتفاجأ الهلاليون بأن (الدعم) جاء على الطريقة الكويتية!.

تشجيع سعود عبدالحميد على الرحيل في هذا التوقيت الحرج ضرر لا يمكن جبره بالمال -إن صدقت الوعود-، فالبديل مهما كانت قدراته وقيمته سيكون أجنبيًا محسوبًا ضمن خانات الأجانب التي يحتاجها الهلاليون لتغطية مراكز أخرى، والذي حدث أنَّ الهلال صرف بطاقة أجنبية لتغطية رحيل لاعب محلي، واضطر أن يبقي مركز الظهير الأيسر بدون علاج، والفضل في هذا يعود لمانشيني الذي رأى وأقنع من يملك القرار بأنَّ مشاكل الكرة والسعودية والمنتخب السعودي يمكن أن يحلها احتراف مطبوخ للاعب سعودي جاهز ومتألق وفي مرحلة نضج كروي لم يعد يحتاج فيها للإيطاليين الذين يعيشون اليوم واحدة من أسوأ حقبهم الكروية!.

الهلال يكاد ينهي سوق الانتقالات الصيفية بصفقة كانسيلو الذي جاء ليغطي خانة لم تكن تمثل قلقًا عند الهلاليين، وحتى لو تمت صفقتا مواليد 2003 فإنها صفقات لا يمكن أن تبني عليها في ظل تحركات منافسي الهلال خليجيًا وعربيًا الذين سيشاركون في المونديال، ابتداء بالعين الإماراتي الذي جنَّس 4 من لاعبيه الأجانب ووقع مع 5 آخرين، مرورًا بالوداد المغربي الذي دعم فريقه بـ14 صفقة صيفية، وانتهاء بالأهلي المصري الذي دعم فريقه بالمغربيين الدوليين يحيى عطية وأشرف داري، والقطري من أصول مصرية يوسف أيمن!.

الهلال وصيف العالم 2022 لا يبحث كغيره عن شرف المشاركة في كأس العالم، والهلاليون لا يعتبرون مجرد المشاركة إنجازًا، وإن كان من الصعب أن ينافس الهلال على لقب البطولة بنظامها الجديد الموسع، وبمشاركة نخبة أبطال أوروبا؛ فإنه لا أقل من مشاركة مشرفة تحفظ للهلال سمعته العالمية التي استشهد بها رئيس الفيفا إنفانتينو ذات يوم أمام جمعيته العمومية، وإن لم يكن الهلال جاهزًا للمحافظة على هذه المكتسبات، واستمر وحيدًا يصارع عقبات وخصوم الداخل والخارج؛ فإن خيار الاعتذار عن المشاركة ربما كان أمرًا يستوجب النقاش في القادم من الأيام.