عبده الأسمري

ما بين «الشؤون» الخارجية و»العلاقات» العمالية علا «شأن» اسمه في مقامات «الحقائق» وأعتلى «متن» صداه قوائم «الوقائع» ومضى يعزز «صروح» الأثر بتأثير «السفير» وأثر «الخبير» في سيرة تجللت بوقع «الاحتراف» وتكللت بواقع «الاستشراف».

اتخذ سبيله في «الصبر» سبباً لتذليل «المصاعب» وتسهيل «الصعاب» وسط منظومة تراوحت ما بين «سر» الكفاح و»جهر» الفلاح حتى قطف ثمار»التمكين» من حصاد «اليقين» الذي قدمه كمهر «لعرس» المحافل التي ملأها بأسبقية «المكانة» وأحقية «التمكين».

إنه سفير السعودية السابق لدى دولة الكويت الأستاذ أحمد بن حمد اليحيى أحد أبرز السفراء ورجال الدولة.

بوجه نجدي تملؤه علامات «الرضا» وسمات «العلا» وتقاسيم مسكونة باللين واللطف تتشابه مع والده وتتكامل مع أخواله من أسرة البكر وعينان تسكنها نظرات «السمت» وسكنات «الإنصات» ومحيا أنيق يعتمر الأزياء الوطنية المشكلة وشخصية هادئة الطباع أصيلة الطبع ذات حضور مبهج في مضامين «النماء» وتواجد بهيج في ميادين «الانتماء» وصفات ذاتية ساطعة بطيب التعامل وحسن الخلق وأناقة القول ولباقة اللفظ وبهجة التواصل وكاريزما قوامها «الفضائل» ومقامها «المكارم» قضى اليحيى من عمره عقودا وهو يؤصل «طرائق» الطموح ويجني «حقائق» الحرص ويراقب «خرائط» الزمن ويبهج «وقائع» الإنجاز ويعلي «راية» العطاء ويوزع «بشائر» الإخلاص كرجل تنمية وأنموذج مسؤولية ملأ «فراغات» البدايات بجمل فعلية كان فيها «الفاعل» الحاضر و»المصدر» الصريح لأفعال المهارة ومعالم الجدارة كقيادي فاعل وسفير قدير وضع بصماته على صفحات «التاريخ» وترك أثره في منصات «الترسيخ».

في المجمعة عاصمة إقليم سدير الشهير بزف «الفضلاء» إلى «محافل» التنمية ولد عام 1941 وسط أسرة كريمة حيث تفتحت عيناه طفلاً على والد من وجهاء نجد الأكارم وأم كريمة من عائلة «البكر» الوجيهة العريقة في الأصل والنبل وتلقى أولى دروس «الحياة» بين تكامل مبهج بين تربية فالحة من والده وعطف باذخ من والدته فنشأ في «أحضان» الرعاية الأسرية التي مهدت له دروب «العيش» وسخرت له «اتجاهات» التعايش.

ركض طفلاً مرافقاً لأخيه الذي يكبره وتعلق قلبه بالدراسة باكراً مستبقاً محطات «العمر» مما جعله يحمل حقيبته «الصغيرة» في مدرسة ظل فيها مستمعاً للدروس ومستمتعاً بالمعرفة في «بروفة» طفولية عفوية كانت بمثابة «النبوغ» المبكر الذي عانق به «منصات» التميز في مراحل لاحقة.

تجرع «اليتم» صغيراً وسدت والدته «العظيمة» فراغ الفقد بإكمال نهج «الاعتناء» به وبأخوته الأمر الذي حول مسار «العائلة» الفاضلة لتنتقل إلى «الرياض» للإقامة والمعيشة في منزل خاله.

ركض طفلاً بين أحياء «القري» الذي احتضن طفولته الأولى ودخنة وشارع الوزير وتعتقت نفسه بمشاهد «البساطة» وتشربت روحه شواهد «الوساطة» في وقائع «العابرين» على عتبات «الرزق» والقادمين على أجنحة «الترحال» وامتلأ وجدانه بحكايات «العون» في مرابع الطيبين وظل يسجل في ذاكرته «الغضة» مناظر السقيا في شيب «الحي المكتظ» بأنفاس الكادحين و»حوانيت» التجار الممتلئة بنفائس العصاميين فتمثلت أمامه أولى «دوافع» الكدح مما جعله يلتحق بالدراسة في المدرسة المحمدية وأنهى دراسته المتوسطة وانتقل مع والدته وإخوانه لمنزل مستقل الأمر الذي تطلب زيادة «المصاريف» مما جعله يبحث عن وظيفة صيفية وعمل في «بنك القاهرة» حينذاك براتب 150 ريالا ثم التحق بالمرحلة الثانوية وظل يعمل نهاراً ويدرس ليلاً.

وبعد حصوله على شهادة «التوجيهي» سمع عن تأسيس «أسمنت اليمامة» وقدم عليه بشهادته وتم ابتعاثه إلى ألمانيا وحصل منها على «دبلوم» متخصص في أساليب الإنتاج عام (1962م). ثم عاد إلى أرض الوطن وعمل بأحد مصانع الشركة ولأنه مسكون بالتعلم فقد أكمل تعليمه في كلية الآداب بجامعة الملك سعود وحصل على درجة البكالوريوس عام 1966م ثم استقال من المصنع للعمل في وزارة المعارف.

وبعدها قدم على بعثة دراسية خارجية وابتعثت للدراسة في جامعة بورتلاند الأمريكية وأكمل المدة المقررة واجتاز «عقبات» الاغتراب بوثبات «الطموح» وحصل على درجة الماجستير في العلاقات العمالية عام 1972 وتم تعيينه في وزارة العمل والتي تنقل فيها في أكثر من منصب حيث عين مديرا عاما لمكتب العمل الرئيس بالمنطقة الغربية لمدة عشر سنوات (1972-1982م) ثم ترقى إلى وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية - لشؤون العمل (1982-1994م).

ونظراً لسيرته الحافلة بالامتياز فقد تم اختياره عضواً ورئيساً للجنة لشؤون الاجتماعية والصحية بمجلس الشورى في الفترة عام 1995 ثم تم تعيينه على منصب سفير فوق العادة ووزير مفوض والقنصل العام لخادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت من عام (1999- 2006م).

يجيد اليحيى التحدث بعدة لغات ومنها الإنجليزية والألمانية وحصل على عدة دورات تدريبية تخصصية في ألمانيا، الدنمارك، السويد، وبريطانيا. ومثل الوطن في عدة مناسبات ومحافل خارجية ومنها تمثيل المملكة في مؤتمرات العمل الدولية بسويسرا مدة (15) عاماً وفي مؤتمرات العمل العربية مدة (15) عاماً.

وشغل منصب ممثل المملكة في مؤتمرات العمل الخليجية مدة (5) أعوام. وممثل المملكة في مؤتمرات العمل الآسيوية مدة (5) أعوام.

وله عضويات متعددة في عدة قطاعات وجهات حيث كان عضواً في مجلس إدارة مؤسسة التأمينات الاجتماعية وعضواً بمجلس إدارة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لعدة سنوات.

وعضو وفد الصداقة الشعبية السعودية الذي أوفدته القيادة السعودية إلى النمسا وألمانيا عام (1991م).

وله مقالات متعددة في الشأن السياسي والتنموي والعمالي والاجتماعي نشرها في زوايا للكتابة بصحف البلاد وعكاظ والجزيرة في أعوام عديدة.

كان ولا يزال شغوفاً بالأدب مهتماً بالتحليل قارئاً بانتظام عاشقاً للمعرفة والتأليف حيث أصدر العديد من المؤلفات المتميزة والمتخصصة وهي كتب (توطين الوظائف واتجاهات العمل) عام 1998م.

و(السكان والاقتصاد والعمل في جزيرة العرب القرن 19) عام 1999م.

وأصدر عام 1999 كتاب (العمل والعمال وتنمية الموارد البشرية خلال قرن) ثم كتاب (هجمة الثلاثاء والخليج) عام 2001م.

وكتاب (Two Statements Under Judgment) عام 2002م. وكتاب (زلزال في بلاد الرافدين) عام 2003م.

وكتاب (غزوة نيويورك) عام 2011م.

ونظراً لاهتمامه بأبناء الوطن وهمته المستديمة في تكريم الناجحين والمكافحين ودعم الشباب وتتويج البارزين والمبدعين في مجال المهن الحرفية فقد أسس جائزة أحمد اليحيى للسعوديين المتميزين في مهنهم وحرفهم بأيديهم في سوق العمل الحر وذلك في عام 2013 والتي تتضمن اختيار الفائزين بالجائزة من خلال المهن والحرف التي يحتاجها سوق العمل الحر والأهالي بشكل دائم وتضمنت حوالي 18 حرفة ومهنة.

أحمد بن حمد اليحيى.. رجل الدولة المتميز والسفير القدير صاحب البصمات المضيئة في مجال التنمية والإضاءات المشرقة والإمضاءات الساطعة في مجال العلم والعمل والوطنية والمهنية.