عبدالله خلف

روبرت فيسك، صحافي بريطاني متخصص في دراسة الشرق الأوسط، ومراسل لصحيفة الإندبندنت البريطانية، واعتبر أشهر مراسل غربي خلال ثلاثين عاماً في تغطية أبرز الأحداث مع حرية فكر واستقلالية رأي...

أشار إليه الأستاذ عمرو عمّار، في كتابه الجديد «الاحتلال المدني» أسرار 25 يناير والمارينز الأميركي..

سؤال يردده الإعلام كيف تصدر الديمقراطية بخريطة الشرق الأوسط الجديدة لتقسيم وتفتيت العالم العربي ودول الشرق الأخرى؟

«فيسك» ينكأ الجراح ويجعلنا نتساءل: ما الضمير الوطني الذي يحكم هؤلاء؟

كما علينا أن نسأل إن كان حقاً لديهم قناعة بأن الغرب يريد لهذه الدول الديمقراطية.

الديمقراطية كالنبتة التي لا تلائم إلا أرضها ومناخها ولا تصدر إلى الخارج. وهل تكون الديمقراطية المصدرة على غرار النموذج العراقي والأفغاني، ثم السوداني وكيف يكون ذلك مع قبول التقسيم والتفتيت؟

العراق يقسم بآلية مدمرة تسفك فيه الدماء، كل يوم دون توقف.

وفي ليبيا والسودان والصومال والشروع في طريقة شاذة لم يشهدها الغرب الأوروبي ولا الأميركي... الإبادة ثم الدمار ثم التقسيم بل التفتيت، للبنان وسورية... ثم الديمقراطية المتمثلة في التطاول على رموز الدولة.

نموذج اليابان مخالف... تدمير ذري هائل لوضع الديمقراطية مع القواعد الأميركية حتى جاء يوم الخلاص في 1975 فاستضافت اليابان مستعمرها (الأميركي) وجدّدت له تصريح البقاء ثلاثين عاماً قابلة للتجديد... لكي لا تلقى قنابل الجحيم الثالثة والرابعة لأن الرأي العالمي لا يقف مدافعاً لا يستطيع أن يمنع جحيماً آخر...

الشعب الياباني ليس عنده دين يشغله، وليس له دين يقض مضاجعه ويجعله في حرب أزلية مع الطوائف... شعب عقيدته الإخلاص في العمل وتقديس ما تنتج يداه من صناعة وزراعة وشعوب أخرى لا تصنع ولا تزرع...

والدين إن وعيه الإنسان فهو ثقافة سامية وإن جهله فهو وسيلة دمار.

***

أعود إلى الكتاب الذي ما بين يدي: (الاحتلال المدني) للكاتب عمرو عمّار، هناك نشطاء من كل دولة تعد معارضة تذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية طالبين تصدير الديمقراطية إلى بلادنا،

هؤلاء يذهبون إلى الولايات المتحدة الأميركية طالبين شهادة حسن السلوك مع الأموال.

هؤلاء وقرت آذانهم عن متفجرات الطائرات من دون طيار التي تقصف القرى وتقضي على الزرع والضرع ولم يسمعوا عن انتهاكات حقوق الإنسان، كما وقرت آذانهم عن صيحات المحامين في معتقل غوانتنامو الذي خلا من السندات القانونية.

***

الكتاب المذكور (الاحتلال المدني) صفحة 20: «تقرير مدهش زلزل الأوساط الأميركية، حيث نشرت مجلة بيزنس إينسيدر business insider عن برنامج اعترفت الحكومة الأميركية أنها قامت به منذ عام 2007 اشتكت فيه فيس بوك، سكايب - غوغل، ميكروسوفت - بال نوك أمريكان اون لاين، يوتيوب، آبل وإدارة الأمن القومي وطمأن جيمس كلابر، الشعب الاميركي انه ليس هو المقصود بل الأصدقاء والأمم الأخرى... ونشرت ذلك صحيفة الغارديان البريطانية وأضافت أن مصر من أكثر دول العالم التي تخضع لمراقبة تجسس من المخابرات الأميركية ووكالة الأمن القومي... وتأتي مصر باللون الاحمر كهدية لاسرائيل... مصر التي خضعت لنزع سلاحها، إغلاق المؤسسة الذرية ونزع الصواريخ والرادارات وطرد الخبراء السوفيات والصلح مع اسرائيل.. حصلت المخابرات الأميركية خلال شهر مارس 2013 على 7.6 مليار معلومة استخباراتية سواء من أجهزة الكمبيوتر أو على الاتصالات والصحافة الغربية.

هذه هي الديمقراطية المصدرة لتقسيم الدول وتفتيتها.