عبدالعزيز التميمي

حديثي اليوم تجرؤ على قامة إنسانية عظيمة لها في نفسي مكانة عالية أقل وصف لها أنها من عظماء العالم في مجالات كثيرة منها الفنون التشكيلية والفنون الجميلة الأخرى، لكنها عرفت بأنها الشاعرة العربية الدكتورة سعاد محمد الصباح، حفظها الله وأطال في عمرها تنعم بالصحة والعافية والسعادة، أني واحد من تلك الجموع التي تقف تقديراً لها وتتلقى ما تطرح على الساحة العربية الأدبية من قصائد تحاكي قضايا الأمة وهموم الإنسانية بصفة عامة والإنسان العربي على وجه الخصوص في جل قصائدها، وبالتحديد قصيدتها التي تفوقت على الرائع في صدقها المرسل (لنساء غزة المجاهدات الصابرات) النساء اللواتي تعانين كثيراً مما يجري حولهن من قتل ودمار وتحطيم إنسان.

الدكتورة سعاد الصباح تفوقت في وصف الأمهات والنساء في فلسطين وصفاً كاملاً نحتاج إلى مجلدات في شرح المعاني الصادقة لتلك المفردات التي اختزلت صفحات الأسفار في هذا البيت

سلام عليكن أيتها الرائعات

أيا من تركن مجد المرايا

(وهذا لوحده تخطى صور الجمال للحقيقة التي تعيشها النساء في فلسطين العربية كلها)

لكي تلتحقن بمجد النضال

سلام عليكن

يا زارعات البنفسج والورد

فوق حديد النصال

(ولكم أن تتخيلوا جمال هذه الصورة الأدبية المعجزة)

سلام عليكن

مرضعات البنادق

يا مشعلات الحرائق

يا صانعات الرجال

(هنا بيت القصيد وسر من أهم أسرار الكفاح والنضال الفلسطيني الصامد من عقود في وجه الطغيان الصهيوني الذي ابتلينا به نحن العرب)

الدكتورة سعاد الصباح، أوجزت كل صور المجد والنضال في هذه المفردات التي صدرت من قلبها الكبير المملوء وطنية وعروبة للخريطة العربية من الخليج إلى المحيط، ولأن فلسطين وغزة المنكوبة تحتاج منا القلم والريشة والعدسة والسلاح والأرواح بَنت من جانبها بمشاعرها العربية الصادقة هذه القصيدة التي لابد أن توقظ ضمائرنا وتجعلها تحاسبنا وتسألنا بحق تلك الأرواح التي حولتها النار المعادية للإنسانية إلى أشلاء وأحالت الغناء إلى ندب والبناء إلى هدم والخير إلى شر.

هل نحن مقصرون، فكيف يرد العالم المقلوب عنده ميزان العدالة على معاناة الشعب العربي؟

الجدات والأمهات والبنات وهن فخورات بما وصفت الدكتورة سعاد الصباح من حقيقة كامنة في شخصية النساء في غزة هاشم المنكوبة، لا فض فوكِ سيدتي سلمت وسلم مدادكِ العربي الحر، أميرة الشعر العربي لكِ منّا كل تحية حب واحترام.