ناهد الأغا

من أبرز مستهدفات رؤية المملكة 2030 عموما وبشكل خاص يندرج ضمن مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء باقة العطر ألا وهي «الرياض الخضراء»، وهي مشروعات تعتبر الرئة والمتنفس للمملكة الحبيبة.. حيث سيتم زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة منها 7.5 مليون شجرة في العاصمة الرياض.. والعمل على زيادة الغطاء النباتي إلى 9 % من مساحة المدينة مما يؤدي إلى رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 متر مربع إلى 28 متر مربع .. أي ما يعادل 16 ضعفاً مما هو عليه قبل ذلك .. والسعي الحثيث إلى خفض درجة الحرارة لتحسين جودة الهواء وتقليل نسبة الغبار والتلوث والوصول إلى تصفيرها .. ولعل الغاية المرجوة والأكثر أهمية لمشروعات «الرياض الخضراء» هي حيازة التصنيف العالمي للمدينة حتى تصل إلى واحدة من «أفضل المدن المستدامة والملائمة للعيش في العالم»...

ومن الأهمية بمكان أن «الرياض الخضراء» بدأت بتنفيذ حزمة من الحدائق الكبرى داخل العاصمة .. ومن أهم الحدائق تلك هي حديقة الملك عبد العزيز .. حيث أعلن مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض المباشرة بتنفيذ حديقة الملك عبد العزيز وهي واحدة من الحدائق الكبرى، وكما أسلفنا بأنها ضمن مشاريع «الرياض الخضراء»... تبلغ مساحة المشروع حوالي 4.3 ملايين متر مربع ومدة تنفيذه 36 شهراً وتتميز الحديقة بموقعها فهي تقع شمال مدينة الرياض على طريق الملك سلمان بن عبد العزيز شمالاً، وطريق الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز غربا وطريق الأمير بدر بن عبد المحسن شرقا، وطريق أنس بن مالك جنوباً ..

كما يتميز موقع الحديقة بقربه من المواقع الحيوية مثل مطار الملك خالد الدولي وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ ولعل أهم ما يميز الموقع بأن الحديقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمحطة القطار مما يجعل الوصول إليها سهلاً وسلسا من جميع أنحاء المدينة ..

أما بشأن تصميم الحديقة فقد قدمت 4 شركات عالمية مجموعة من التصاميم التي تراعي في مخططاتها وأفكارها جميع معايير الاستدامة والمتطلبات البيئية على أكمل وجه.. ورسي تصميم الحديقة على مخطط مميز يراعي البيئة المحلية .. حيث قدمت 6 أنماط متنوعة للأشجار وما يخصها من تصاميم .. ويتميز في التصميم الحديقة النباتية التي تتفرد بموقعها المركزي من بمساحة تزيد على 200.000 متر مربع وتحتوي على أكثر من 200 نوع من النباتات المحلية وبكثافة عالية جداً..

ومن وادي السلي الذي يخترق الحديقة تمت الاستفادة من شعيب المونسية المتفرع عنه وبأطوال تزيد على 11 كيلو متر وبمساحة تقدر بأكثر من 770.000 متر مربع.. كما تضم الحديقة مباني تجارية صممت وفق معايير الاستدامة وتتماهى مع موقع الحديقة إضافة إلى مسار بانورامي يلف حولها ويطل عليها بطول يتجاوز 2 كيلومتر..

وتنوعت الأنماط التصميمية الخمسة التالية لتشمل حدائق المرتفعات والهضاب والسهول والحدائق الصحراوية .. كل ذاك؛ الهدف منه التنوع الحيوي والعمل على تعزيزه من خلال تنوع الأشجار والشجيرات المختلفة والعمل على خلق بيئة تجذب الطيور والفراشات وغير ذلك من جمال الطبيعة، ومن أجل الوصول إلى مناطق تظللها الأشجار بنسبة 65 % من مساحة الحديقة فإن ذلك سيتحقق من خلال زراعة أكثر من مليوني شجرة وشجيرة اختيرت بعناية فائقة لتتلائم مع بيئة مدينة الرياض والوصول بذلك إلى بيئة مستدامة.. وسيتم استخدام مياه الري المعاد تدويرها وفق كميات تتناسب واحتياج الأشجار..

ولعل ما يلفت الانتباه ويجعل من الحديقة قطعة فنية مدهشة.. مبانيها التي صممت لتكون معالم بيئية مميزة وتجذب الرائي لتشكل في مخيلته مشهداً غاية في الحضرية ليكون عنواناً وبصمة استثنائية للحديقة.. وهذا بدوره سيكون عامل جذب للسياح وسكان المدينة حيث يوفر الأماكن اللازمة للترويح والترفيه.. وتفاصيل تلك الأماكن كالتالي:

تحتوي الحديقة على 24 منطقة ألعاب للأطفال؛ 30 منطقة رياضية موزعة في جميع أنحاء الحديقة ومن أجل جو مستدام يعمل على خفض الحرارة مما يجعل تجربة التنزه أكثر صحية طوال ساعات اليوم ولكافة الأعمار تم الاستفادة من وادي المونسية الذي تولى بدوره هذه المهمة ذات الأولوية.. وعليه سيرتفع معدل خطوات المشي للفرد إلى أكثر من 6000 خطوة في اليوم وذلك من خلال الممرات المشجرة وارفة الظلال والمصممة خصيصاً للمشاة وممارسة رياضة الجري والدراجات وبأطوال تزيد على 115 كيلو متر..

كما أن المدرجات الخضراء والساحات والمسارح المفتوحة للمهرجانات والفعاليات والمطاعم والأنشطة الترفيهية والترويحية المتنوعة أضفت كل تلك المعالم لوحة فنية تتميز بها الحديقة يؤطرها وشاح من الجمال المدهش يشكل عنواناً متفردا لها.