عبدالله خلف

التدين عند الأميركان هو الإيمان بالله ومن يؤمن بوجوده... ولا علاقة له بالعبادة، وعموماً فإن الشعب الأميركي بصورة عامة هو متدين، وظهرت الأصولية الجديدة وبمعنى أدق المسيحية الأميركية... وتحوّلت العبادة في غالب الأمر من يتابع القنوات التلفزيونية الإرشادية... وأميركا لا تنص في دستورها على دين أو كنيسة وأعلنت الفصل بين المعتقد والدستور.

في عام 1992 أثناء انعقاد المؤتمر القومي للحزب الجمهوري لانتخاب مرشح الرئاسة، ظهر الواعظ الديني التلفزيوني باتريك روبرتسون، وفي عهد الرئيس بوش الابن، تمّ تقديم الصلاة قبل مباشرة العمل الوظيفي وظهرت الأصولية في القرن العشرين وظهرت الجمعية الوطنية الإنجيلية منذ عام 1942، ونشطت الحركة الكنائسية وظهر الإنجيليون بتجديد الإرشاد الديني عبر القنوات التلفزيونية وزادت دور النشر المسيحية إلى 1300 دار نشر متخصصة.

وظهر نشاط اليمين الإنجيلي في تأييد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، المرشح الديمقراطي الذي نادى بتجديد الدعوة المسيحية، ومع بداية التسعينات أصبح الائتلاف المسيحي بزعامة القس روبرتسون، مع الحزب الجمهوري قوة سياسية حاكمة للولايات المتحدة وظهر ما سُمي بـ (حزب الله).

وحين فاز المرشح الديمقراطي بالرئاسة تحولت الحركة الأصولية للسيطرة على الكونغرس الأميركي، من نتائج تلك السيطرة تأييد 92 في المئة من أعضائه المطالبين في إقامة الصلاة في المدارس، ومعارضة الشذوذ الجنسي، وسيطرت الانتخابات الرئاسية من خلال فوز بوش الابن بفترتين رئاسيتين فوقف اليمين الإنجيلي الأصولي من الصهيونية اليهودية ودولة إسرائيل والدفاع عن الإرهاب اليهودي في الأراضي المحتلة، وقال المبشرون إن الله يقف بجانب إسرائيل وليس بجانب العرب، هكذا سيّسوا الدين ومحوا اسم فلسطين التي عرفت من آلاف السنين... لتغليب اليهود الصهاينة المحدثين.