عقل العقل

المدراء التنفيذيون في الإدارة الهلالية هم الأقل ظهورا في وسائل الإعلام المحلية ومن الأقل تعرضا للنقد من جماهير وإعلام النادي العاصمي، ولهذا أسباب عديدة منها التاريخي والخاص بالاستقرار الإداري للنادي على مر عقود، بفضل رؤساء كثر مروا على النادي والكل يكمل المسيرة، عكس الأندية الجماهيرية المنافسة والتي كانت في فترات سابقة تعيش أزمات إدارية تخرج عن أسوار تلك الأندية وتؤثر على مسيرة ومنافسة فرق الأندية في المنافسات المحلية والآسيوية.

قبل أيام انتشرت مقاطع مقززة لجماهير نادٍ كبير تاريخا وحاضرا وجماهير تلك النادي تحاصر رئيس ناديها وتردد شعارات مرفوضة بطرده من مقر النادي، هذا الاحتقان الإداري عند البعض ليس للهلال وإنجازاته علاقة بذلك، ولكن البعض في حال الفشل يرمي مصائبه على المنظومة الزرقاء.

قبل أسابيع تعرض الهلال لهزيمة مستحقة وعادية في كرة القدم من قبل فريق الخليج وفاز باستحقاق وجدارة، الهلال والفكر في هذا الصرح صادقان في نقدهم لفريقهم في حالة الهزيمة والتعثر بعيدا عن أخطاء الحكام، وهذا سر تفوقهم فالنقد الصريح للوضع الداخلي هو مفتاح النجاح الهلالي على مر العصور.

اللافت في الموضوع هو كمية الشماتة والكره من قبل مشجعي الأندية ضد الهلال وهزيمته الطبيعية ولكن التفسير الصارخ والصريح لتلك المشاعر هو السيطرة والفوز بالألقاب المحلية لعقود متتالية وهم يتفرجون ويتلقون الهزائم من الهلال حتى أن احدهم تلقى هزيمة متكررة في موسم واحد وصلت لثماني مرات هؤلاء طبيعي أن يتشفوا بهزيمة عادية أكد مدرب الهلال خيسوس بأن الإرهاق أحد أسبابها وأعطى فريق الخليج أحقيته بذلك الفوز.

أتوقع أن البعض يعيش حالة نفسية من عدم الاستقرار كلما اقترب موعد بطولة كأس العالم في الأندية والتي سوف تقام خلال ستة أشهر من الآن في أمريكا وسوف يمثل الكرة السعودية وصيف العالم للأندية الهلال والذي لا يتمنون له التوفيق أو يتخوفون من أن يتقدم في منافسات تلك البطولة، خصوصا أن الرئيس التنفيذي للهلال الاسباني ستيف كالزادا قد صرح في إحدى الفعاليات الرياضية في بريطانيا بأن الفريق الهلالي الأول لن يذهب لأمريكا في كأس العالم للأندية للسياحة، بل للمنافسة وسوف يكون في مراحل البطولة في نسختها الجديدة وأؤكد أن الفريق الهلالي تأهل لهذه البطولة بعد تحقيقه بطولة دوري أبطال آسيا وليس عن طريق ترشيح بفاكس من هنا أو هناك.

هذا هو الفريق العالمي الأزرق بحق وحقيقة، بعيدا عن الشعارات وقطع القماش التي لا تجلب البطولات وتعمق فكر المؤامرة عند مشجعي الأندية الأخرى والذين يحلمون أن تحقق أنديتهم شيئا من بعض ومشاركات الهلال داخلياً وقارياً وعالمياً، هذه الطبخة الإدارية الأوربية الإدارية والفنية مع مثيلتها المحلية من المفرج وسعود كريري والشلهوب والقائد بن نافل هي السر في التفوق الهلالي بعيداً عن التشكيك بالنتائج وظروف المباريات.