تخلى الهلال عن صدارة الدوري في مشهد ليس مألوفاً في معظم جولات "دوري روشن"السعودي للمحترفين على الأقل منذ الموسم الماضي.

من الطبيعي أن يخسر أي فريق، وأن تتراجع نتائجه وأن يتعرض لاعبوه للإصابات والتراجع في عطاءاتهم وفي الوقت ذاته من الطبيعي أن يدخل أنصار الفريق ذاته في حالة من الشك حول قدرة فريقهم على التعافي. ولأن الحديث هنا عن الهلال حيث سقف التوقعات والطموحات مرتفع للغاية لدى أنصاره، فإن مثل تلك التراجعات ستشكل ضغطاً على المنظومة بأكملها وإن كان الفريق ذاته والمنظومة ذاتها يتمتعان بثقة من قبل الجماهير هي الأعلى مقارنة بالمنافسين.

شخصياً، كنت مدركاً منذ اللحظة الأولى لإصابة البرتغالي روبن نيفيز أن نجم الوسط وضابط الايقاع سيترك فراغاً كبيراً لا يستطيع محمد كنو تعويضه بالنظر لاختلاف الخصائص وجودة اللاعب، فنيفيز هو اللاعب الذي يستطيع حمل الفريق على كتفه في أصعب الظروف ونهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الأخير أمام النصر ليس ببعيد، لكن غياب نيفيز تزامن مع حالة تراجع عامة، صحيح أنها غير مقلقة ونسبية لكن مخاوف عشاق "الزعيم" تبدو مشروعة ومنطقية في ظل وجود استحقاقات كبرى محلياً وقارياً وقبل ذلك كله استحقاق المشاركة في كأس العالم للأندية. المؤكد أن البرتغالي الخبير جورج جيسوس يمتلك كل الأدوات والقدرات للخروج بموسم مثالي، لكن ذلك سيكون صعباً للغاية علاوة على احتياج "الأزرق" لعمل كبير في فترة الانتقالات الشتوية لتدعيم صفوفه، وهو ما يجب أن يكون الشغل الشاغل لإدارة الهلال، فالموسم دخل في مرحلة تتشكل فيها ملامح المنافسة وإلى أي حد يمكن لأي فريق أن يصل ويمكن لصانع القرار الهلال تجنب الدخول في حالة الشكل باكراً وتجنب أي مصاعب في الموسم ربما تلقي بظلالها على المشاركة العالمية التاريخية، والتي تشكل حضوراً سعودياً على أكبر منصة لأندية كرة القدم في العالم.