علي الخزيم
= حققت المملكة العربية السعودية إنجازات باهرة بمجال عمليات فصل التوائم الملتصقة؛ ومنذ 30 عامًا و(مملكة العِز والعَزم والإنسانية) تقدم للعالم ما يؤكد طول باعها بهذا المجال الإنساني الطبي العلمي الرفيع، ولا غرابة إذا ما عَلِم العالم قاطبة أن وراء هذا التقدم والإنجاز قامات باسقة دأبت على التطلع للأسمى والأكمل بمعايير التطور والتحضر بمساراتها كافة، وبكل ما يخدم المواطن والمقيم بالمملكة، وما يوفر الخِدمات الإنسانية الجليلة عندما تستدعي الحاجة إليها عبر العالم، وهو ما سارت عليه قيادتنا الحكيمة منذ نشأة الدولة السعودية المباركة.
= وقد حظي مشروع أو برنامج فصل التوائم السّيامِيّين الملتصقين باهتمام القيادة الرشيدة منذ بداياته قبل ثلاثة عقود؛ وما زال الاهتمام يتزايد باطراد؛ ومن دلائل هذا أن مجلس الوزراء السعودي بجلسته المنعقدة في 17 ديسمبر المنصرم برئاسة صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد رئيس المجلس -حفظه الله- قد أثنى على جهود المملكة والجهات المختصة بفصل التوائم؛ كما نوه المجلس بما حققه المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة الذي عقد بالرياض مؤخرًا من نجاح ملموس أبرز الدور القيادي للمملكة في هذا الشأن، وتفوّقها الطبي المنسجم مع مستهدفات الرؤية المباركة الرامية إلى تطوير القطاع الصحي ورفع جودته وكفاءته.
= وللتذكير فإنه برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين قد نظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي؛ وهو ما حَوَّل العاصمة الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم؛ وشهد المؤتمر جلسات إنسانية وعلمية وإقامة معرض وفعاليات مصاحبة تُبرز الريادة الدولية للمملكة بالحقل الإنساني والتفوق الطبي ولا سيما التميز بالبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة؛ وقد واكب تنظيم المؤتمر موعد اليوم العالمي للتوائم الملتصقة (24 نوفمبر) وبمبادرة كريمة من المملكة لرفع مستوى الوعي بهذه الحالات الإنسانية؛ والاحتفاء بالإنجازات المتحققة بهذا المسار.
= لو كان هذا البرنامج الإنساني العالمي الراقي بدولة أخرى لرأينا وسمعنا الثناء والإطراء المتواصل من وسائلهم الإعلامية تشيد به وتُذكّر بتفرده، ولكن هنا (ومع حقنا بالإشادة والإبراز) سيكون الضوء تجاه نقطة مهمة ألمَح إليها الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية إذ قال بكتابه - تجربتي مع التوائم السيامية - الصادر في 2009: (إن تجاربنا السعودية القليلة استطاعت في الجراحات السيامية أن تنقل دبلوماسية الطب إلى مصاف الدبلوماسيات الفعالة والمؤثرة، وقد شَكَّل لنا ذلك حافزًا لمزيد من الأداء والتواصل مع شعوب العالم؛ لأن الجراحة الواحدة لم يعد تأثيرها قاصرًا على ذوي التوائم، بل امتد إلى دولهم التي رأت في هذه المبادرات الإنسانية مفتاحًا للتعاون بينها وبين المملكة).
= يشار إلى أن مملكتنا الحبيبة تواصل جهودها الإنسانية بهذه الأعمال الجليلة وغيرها دون النظر للعِرق والانتماء لرفع الضرر الصحي والإنساني عن المرضى وذويهم؛ مُقدمة أرقى وأرفع الأمثلة حتى أصبحت ملاذًا -بعد الله سبحانه- لمن يطلب هذه الخِدمات.
التعليقات