عماد الدين أديب

يأتي العام الميلادي الجديد محملاً بأحلام، ووعود، وهموم، وفواتير مؤجلة من العام السابق.

وفي كل عام جديد تنقسم مدارس التحليل السياسي، وبرامج التنبؤات في محطات التلفزيون إلى مدرسة ترى أن العام المقبل يحمل في أحشائه مفاجآت سعيدة، بينما تأتي المدرسة المضادة وتتوقع عاماً صعباً مؤلماً مليئاً بالأخبار السيئة.

لا يعلم الغيب إلا خالق هذا الكون سبحانه، هذه حقيقة يستحيل الجدل العقيم فيها، ولكن يمكن – علمياً – بناء نتائج موضوعية مبنية على تطورات وتعاملات سابقة.

مثلاً: ميزانية بلد يعاني من التدهور المالي والاقتصادي وسوء الإدارة بشهادة المؤسسات الدولية يمكن البناء عليها.

مثلاً: خلافات عرقية أو مذهبية أو مناطقية.

مثلاً: تدخل دول إقليمية في شؤون وسيادة دولة جارة.

مثلاً: نظام ديني غيبي متشدد لا يؤمن بالتفاوض العملي أو بالحلول المنطقية، ولكن يتبع مدرسة الرفض الدائم.

مثلاً: نظام سياسي يتعيش على الفساد الإداري والاستفادة والاستغلال الفاسد للمال العام.

كل هذه مؤشرات صريحة واضحة يمكن البناء عليها في الرؤية والتحليل. كل هذه مقدمات كارثية تؤدي حتماً وبالضرورة إلى نتائج مماثلة.

العام المقبل، كما في كل عام، هو دفع فاتورة مؤجلة لما سبقه من أعوام.

وكل عام وأنتم بخير وسلامة.