خالد بن حمد المالك
فقدتْ أسرتي أحد أبنائها البررة، ورجالها المرموقين، ومَن كان مصدراً من مصادر تآلفها، والصديق للكبير والصغير فيها، ذا السجايا الحميدة، والصفات الحسنة، وذا الجود والكرم.
* * *
فقدنا ابن العم عبدالله الدخيل المالك، الرجل المضياف، وأنيس المجالس، من فتح بيته لأبناء عمه، يقيم فيه كل من وفد إلى الرس قادماً من الرياض، فلا يسمح لأي منهم بالإقامة في غير منزله.
* * *
كان عصامياً، لم يكمل دراسته، لكنه عوَّض ذلك بخيارات كثيرة في ممارسة العمل والتجارة، فأغناه الله من رزقه، ووفَّقه في كثير من تجاربه وأعماله، فوظَّف ذلك في أعمال الخير والبر في حدود إمكاناته، وخصَّ بكثير من ذلك أفراد أسرته، ومَن هم قريبون منه.
* * *
ناهز المائة عام من عمره، وفقد الذاكرة في السنوات الأربع الأخيرة، لكن لسانه كان يلهج بكل ما كان يتميَّز به حين كان في كامل وعيه من جميل القول، وحسن الكلام، واحترام للصغير والكبير.
* * *
كان صاحب شفاعة لا تتوقف، يلجأ إليه كثيرون، فيجدون فيه القلب الحنون، والعاطفة الجيَّاشة، والتفهّم لحاجات الناس، فلا يبخل بجاهه، ولا يمانع في توظيف علاقاته في القيام بما اعتاد وتربى عليه.
* * *
وضمن ما كان يتميز به الفقيد ارتباطه بجماعته بالرس، والتنسيق معهم فيما يخدم المحافظة، لإيصال مطالبهم للمسؤولين بالدولة على خطى من سبقه من أعيان الرس رحمهم الله.
* * *
مات -رحمه الله- دون أن يُتْعِب أحداً، أو أن يَتعب من مرض، فقد نام ليلته الأخيرة طبيعياً، سبقها تناول طعام العشاء، ولم يكن هناك أعراض توحي بأنه سيكون على موعد مع الموت، لقد فقد حياته بهدوء، وهو على فراشه، تاركاً سيرة عطرة، وسمعة طيبة، ودعوات من كل من عَلِمَ بوفاته.
* * *
رحم الله ابن العم، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أفراد أسرته، ومحبيه، وعارفيه، الصبر والسلوان، وجعل الله مسكنه في عليين من الجنة، راضين بما قدَّر الله، مسلِّمين بأمره، راجين عفوه ورضاه، سائلين الله أن يجبر مصاب أسرته، ويعظم أجرها في وفاة ابن العم الحبيب.
التعليقات