وليد الجاسم
تحت شعار (الدين واحد)، وفي استلهام مباشر من الكلمات الشهيرة التي قالها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح طيّب الله ثراه، الذي قال شعراً:
أنا وشعبي كلبونا جماعة
الدين واحد والهدف اخدم الشعب
لي ضاق صدر الشعب ما أسترّ ساعة
أضيق من ضيقه وأسترّ لي حب
تحت هذا الشعار وفي استلهام من هذه الكلمة، تشرّفت صباح أمس بالمشاركة في افتتاح دار الشيخ صباح السالم الصباح للقرآن الكريم، تلبية لدعوة كريمة من الحاج حسين علي ناصر القطان متولي مسجد عمار بن ياسر في منطقة الشعب.
وقد فوجئت أمس وسعدت بمعرفة معلومة جديدة غابت عني لسنوات طويلة مضت وهي أن هذا المسجد المخصّص لأبناء المذهب الجعفري قد بناه المغفور له الشيخ صباح السالم سنة 1975 وافتتح سنة 1976 وهو من ضمن عشرة مساجد بناها الراحل في تلك السنة في الكويت تسعة منها لأهل السنة، في نموذج نادر معبر عن أبوية الراحل تجاه أبناء الكويت بمختلف شرائحهم ومذاهبهم.
هذه المعلومة التي مثلما كانت غائبة عني لسنوات وكانت غائبة عن الكثيرين خصوصاً بعد انقضاء ما يناهز الخمسين عاماً على ذلك الحدث، جاء بالأمس الحاج حسين القطان متولي المسجد منذ سنة 1978 ليذكرنا فيها بإطلاق اسم الراحل على دار القرآن فيه، واليوم مثلما كان أهل الشعب قديماً يعرفون هذا المسجد باسم (مسجد الأمير) نسبة إلى بانيه، وها نحن اليوم نستذكر بانيه من جديد، ونعلم الجيل القادم كيف عاش أجداده قديماً في نموذج كويتي شعبي جميل يعبّر عن وفاء ومحبة وتقدير أهل الكويت لحكامهم والعرفان لمواقفهم.
ولم يكتفِ الحاج حسين القطان بذلك، بل أطلق على قاعتي الدار اسمين يرتبطان بالراحل ارتباطاً وطيداً، قاعة (جبلة) مسقط رأس الشيخ صباح السالم، وقاعة (المسيلة) مسكنه رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.
هل انتهت هنا اللوحة الكويتية الوطنية الجميلة؟.. لا لم تنتهِ بعد، إذ جاء الافتتاح في تركيبته ليعبر أيضاً عن حالة التلاحم الوطني الكويتي الجميل حيث كان بحضور وزير الشؤون الإسلامية الدكتور محمد الوسمي، وحفيد الأمير الراحل محافظ مبارك الكبير الشيخ صباح بدر الصباح، وبوجود رئيس اتحاد مبرات الكويت ورئيس مبرة العوازم حمد البسيس وإخوة من ذوي المتولي وإخوة من أبناء المنطقة سُنّة وشيعة، كلهم إخوة متحابون أكملوا رسم اللوحة الوطنية للكويت الغالية.
رحم الله الشيخ صباح السالم، وجزاه خير الجزاء، ورحم الله أمراء الكويت الراحلين من أسرة الخير الكريمة، وأطال الله في عمر والدنا وأميرنا سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وأمده بالصحة والعافية، وأدام علينا نعمة الطمأنينة والأمن والأمان والتلاحم والمحبة والوئام.
التعليقات