الحوار إحدى وسائل التواصل والنوافذ الثقافية التي تجمع بين المتعة والفائدة، يعتمد تحقيق المتعة والفائدة على اختيار الموضوع واختيار الضيف المناسب لهذا الموضوع، وإدارة الحوار. أحياناً يكون الجدل هو الهدف ويكون الضيف من هواة طرح الأفكار الصادمة، ويكون تعليق المحاور بكلمة واحدة (جميل) حتى لو كان الضيف يمجد العنصرية والتطرف أو يسرد معلومات غير موثقة بكلام إنشائي يصل إلى مستوى الأكاذيب لكن المحاور يعلق (جميل).
الحوارات الجدلية ليست سيئة على الإطلاق، هي مفيدة إذا كانت تحترم المتلقي من خلال الطرح العلمي وليس من خلال الآراء القاطعة التي لا تقبل النقاش، ومن خلال محاور لا يجامل، محاور يختار الضيف المؤهل للحديث والإضافة لموضوع الحوار، محاور يحترم الضيف ويحترم مكانته العلمية أو مسؤوليته الوظيفية لكنه يجب أن يكون محملاً بالأسئلة الجاهزة أو التي يفرضها السياق. ليس دور المحاور أن يطرح السؤال ثم يلتزم الصمت، ليس الهدف هنا تحقيق انتصار طرف على آخر وإنما عدم ترك الضيف يتحدث بدون ضوابط، وبدون حقائق، وبطريقة تتعمد استعداء المتلقي! ومن أغرب ما يحدث في بعض الحوارات حين يشارك عدد من الضيوف، ثم يسيطر قوي الصوت ليمرر معلومات غير صحيحة فتكون النتيجة معركة صوتية يتفرج عليها المحاور الذي تتوفر لديه الحقائق الموثقة لكنه لا يجرؤ على الكلام، كما يحدث في بعض الحوارات التي تتغذى على الجدل السلبي، أو تلك الحوارات التي يأتي المشارك فيها ليكون صوتاً غير مستقل جاهزاً بالإساءات والاتهامات وبث الإشاعات.
الجدل قد يكون إيجابياً حين يكون الهدف منه الوصول إلى الحقيقة وليس تحقيق الانتصار أو الإثارة، الجدل الإيجابي تكمن قوته في الحجة وليس في الانفعال ورفع الصوت.
الجدل السلبي قد يحقق الإثارة لكنه قد يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى المجتمع والحياة الأسرية، الجدل السلبي معركة شخصية وليس مناظرة فكرية.
نتجه الآن في هذا المقال إلى مقاعد الدراسة في المراحل المختلفة بدءاً من المرحلة الابتدائية، حيث يكون التأسيس لبناء مهارات الحوار من خلال برامج تدريبية للطلاب لتحقيق الممارسة الفعلية للحوار وإدارة الحوار.














التعليقات