يقول الشيخ طنطاوي: «مسكين أنت حين تظن.. أن الكُره يجعلك أقوى، وأن الحقد يجعلك أذكى، وأن القسوة والجفاء هما ما يجعلانك إنساناً محترماً».

قد تراود هذه الأمور أو بعضها.. أفكارنا وتخلق منا أبطالاً حين نكره أو نجفو أو نحقد أو نقسو على الآخرين، ليس بأفعالنا فقط بل حتى بأفكارنا. إلا أن العقل هو الذي يكبح جماح العاطفة ويحيدها عن التمادي في اعتقاداتها الخاطئة، فقد ينقذها من نهاية قد تُفضي إلى أمل عكس المنشود وغاية متناقضة مع المراد.

‏للأسف تزخر حياتنا بأنفس تشعر بأن غضبها وقسوتها وجفاءها هي غذاء تنمو فيه وترتفع قاماتها. في حين أنها لا تعرف أن ارتفاع هذه القامات، قد يُبعدها عن محيطها، ويزيد الجفاء بينها وبين الأرض التي ترتوي منها حباً وانتماء. ‏وهذا ما يعيب على بعض الناس.. الذين تتحكم عواطفهم بشكل أو بآخر في حسم قضايا حياتهم. فهم يعطون الأولوية للعاطفة قبل العقل في إدارة قراراتهم وحسم أمورهم.

هم لا يعرفون أن العاطفة في بعض الأحيان قد تأخذهم إلى منحدر لا يمكن، أو من الصعب التوقف عنده، ومن ثم تكون الخاتمة ليست في مستوى الأمل الذي كانوا يطمحون له.

أما من يعطي الأولوية للعقل في إدارة حياته وعلاقاته، فهو من يملك ميزاناً حساساً لا يمكن أن يسمح باختلال توازن كفتيه بأي حال من الأحوال. فهو يعرف أن العاطفة في بعض الأحيان قد تأخذهم إلى منحدر لا يمكن أو من الصعب التوقف عنده، ومن ثم تكون الخاتمة ليست في مستوى الأمل الذي كان يبغيه في بداية مشواره.

‏والأجمل من هذا وذاك، عندما نخلط ما بين العقل والعاطفة بنسب تتغير وفق الموقف.. ووفق القضية.. ووفق العلاقة.. ووفق أمور كثيرة.. تحدد أين تزيد النسبة وفي أي كفة عن الكفة الأخرى.

‏ولا أحد يستطيع تحديد هذه النسب إلا الإنسان العاقل المتمكن من سلوكه وتصرفاته، والأكثر من ذلك المتمكن من تفكيره وطرق علاج كل ما يعترض طريقه من عراقيل أو مشاكل أو أمور تحتاج إلى حل عن طريق تحكم العقل والعاطفة.

وأنت عزيزي القارئ، هل عاطفتك هي التي تغلب على قراراتك وتصرفاتك وانفعالاتك.. بشكل أكثر من العقل؟


إقبال الأحمد