إيلاف من القدس: تتفاعل "فضيحة قطر" بقوة في إسرائيل، حيث يواصل أعضاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحزبه الانضمام إلى الأصوات المطالبة بعواقب فضيحة قطر، وذلك بعد أيام من نشر تقارير إعلامية مثيرة وصادمة تفاصيل جديدة حول الفضيحة.
خلال الأسبوع الماضي، أدلى أربعة وزراء على الأقل بتصريحات حول الفضيحة التي يُتهم فيها جوناثان أوريتش، المقرب من نتانياهو، والمتحدث السابق باسمه، إيلي فيلدشتاين، بالعمل كجماعات ضغط لصالح قطر، بالتزامن مع عملهما في مكتب رئيس الوزراء. وتكتسب هذه الاتهامات أهمية بالغة نظراً لأن قيادة حماس تتخذ من قطر مقراً لها، ولأن الدولة الخليجية لعبت دور الوسيط في حرب غزة ووقف إطلاق النار الحالي.
آخر أعضاء الحكومة الذين أعربوا عن قلقهم بشأن هذه الادعاءات هما وزير الزراعة آفي ديختر ووزير الطاقة إيلي كوهين، وكلاهما من كبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو، وفقاً لتقرير "تايمز أوف إسرائيل".
قال كوهين لإذاعة "ريشيت بيت" التابعة لقناة "كان" يوم الاثنين: "إذا كان أي شخص في مكتب رئيس الوزراء يعمل لصالح دولة أخرى، فيجب فضحه وتقديمه للعدالة". وأضاف أن هذا الأمر ضروري بشكل خاص إذا كانت الدولة المعنية هي قطر، "لأنها تدعم الإرهاب". وفي يوم الأحد، أدلى ديختر، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، بتعليقات مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال في تسجيل نشره على شبكة التواصل الاجتماعي X: "كل من يعمل لصالح دولة إسرائيل من داخل مكتب رئيس الوزراء، ويعمل في الوقت نفسه لصالح دولة قطر ويقوم بالعلاقات العامة لها، فهو خارج عن القانون. لا أعرف إن كان خارجاً عن القانون على المستوى الجنائي، لكنه بالتأكيد خارج عن القانون على المستوى الوطني".
معالجة الفضيحة بجدية
تأتي هذه التصريحات عقب دعواتٍ من وزير شؤون المغتربين، أميشاي شيكلي، من حزب الليكود، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، لمعالجة الفضيحة بجدية. وصف شيكلي الادعاءات بأنها "صادمة" و"يجب التحقيق فيها بشكل كامل". وقال سموتريتش : "شخصٌ كان يعمل لصالح دولة معادية في زمن الحرب - لا أجد الكلمات لوصف مدى بشاعة هذا الأمر وخطورته".
كما أدلى نتانياهو بشهادته في التحقيق وندد به ووصفه بأنه "حملة اضطهاد"، على الرغم من أن دوره لم يخضع للتحقيق الرسمي.
تأتي هذه التصريحات عقب مقابلة مطولة أجراها فيلدشتاين مع هيئة البث العامة "كان" الأسبوع الماضي، ناقش فيها تعاملاته مع أوريتش ومستشار حملة نتانياهو السابق يسرائيل أينهورن، المتورط أيضاً في الفضيحة. ونفى فيلدشتاين تعمده خدمة مصالح قطر، قائلاً إن المساعدين الآخرين "استغلوني".
وفي الأسبوع الماضي، نشرت قناة i24 News ما قالت إنه محتوى محادثات نصية بين فيلدشتاين وإينهورن، حيث قاما بصياغة رسائل مؤيدة لقطر تم تقديمها للصحفيين كما لو كانت صادرة عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين كبار، وتركز على تعزيز دور قطر كوسيط في صفقة الرهائن على حساب مصر، الدولة الوسيطة الأخرى.
كما دعا رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي يرأس الآن حزباً يحمل اسمه ويُعتبر المنافس الأقوى لنتانياهو في انتخابات العام المقبل، الأسبوع الماضي إلى استقالة نتانياهو. واتهمه بينيت بالتستر على فضيحة قطر، واصفاً إياها بأنها "أخطر خيانة عظمى في تاريخ إسرائيل".
كما دعا زعيم المعارضة يائير لابيد وغيره من منتقدي نتانياهو إلى إجراء تحقيق أوسع في قضية قطرغيت.
وأظهر استطلاع رأي نشرته وكالة "والا" الإخبارية يوم الاثنين أن 50% من الإسرائيليين يعتقدون أن العمل لصالح قطر من جانب عناصر تعمل في مكتب نتانياهو يُعد خيانة عظمى. وشمل هؤلاء الذين اعتبروا هذه الادعاءات خيانة عظمى 30% من المستطلعين الذين يؤيدون ائتلاف نتانياهو.
أما النصف الآخر من المستجيبين فقد انقسموا بالتساوي تقريباً بين أولئك الذين قالوا إنها ليست خيانة وأولئك الذين قالوا إنهم لا يعرفون.




















التعليقات