هيفاء صفوق
- عندما يكون المعنى أساسا في حياتنا يزودنا بالحماس والدافعية والقوة ويكون هو المحرك لكل شيء مهما اختلف ظاهر الحياة بتقلباتها وتحدياتها.
- من لا يمتلك المعنى في حياته يصبح مشتتا مهما بلغ من تحقيق أهدافه أو وصوله إلى مراده لأنه حينما يصل لما يريد سيفرح في البداية فقط ثم سيقف أمام حقيقة أنه أصبح شيئا عاديا في حياته، بل البعض ذهب إلى أبعد من ذلك عندما حصل على ما يريد من فوز، أو امتلك شيئا ما، وقف بعد ذلك مع نفسه هل هذا فعلا ما كان يريده لأنه سيكتشف اختفاء مشاعره المبهجة فجأة وكأن اللعبة انتهت.
- ربما يسأل أحد ما ما هو المعنى؟ المعنى هو المغزى والهدف الحقيقي من عمل أي شيء سواء أكان هدفا أو فعلا، أو امتلك أو لقبا: هل خلف كل ذلك معنى من المعاني الإنسانية العميقة، كهدف اريد أن أصل اليه لأساعد نفسي وأتحمل المسؤولية ولا أكون عبئا على أحد ومن ثم أساعد من يحتاج المساعدة أو القيام بمسؤوليتي لأفراد عائلتي، أو لأرتقي بمجال عملي أكثر ليستفيد عدد من الأفراد أكثر أو هدفي لمزيد من المعرفة لمجتمعي وإضافة شيء جديد.
- عندما تكون الرغبة في الحصول شيء ما كرغبة داخلية بحتة دون أن يكون خلفها معنى ذو قيمة لن يستفاد من تحقيق هذه الرغبات، بل ستكون مؤقتة وسيشعر بالفراغ الداخلي فيما بعد، ربما سمعنا عن تجارب كثيرة وضحت فيما بعد شعورهم بالفراغ الداخلي وكأن هناك شيئا ناقصا في حياتهم، فلم تعد الأشياء تضيف لهم شيئا من الفرح أو السعادة، وهنا تبدا رحلة البحث والتقصي على ما هو أعمق من تحقيق الأمنيات أو الرغبات، وهذا شيء داخل نفس الإنسان لأن بطبيعتها لا تهدأ حتى يكون لها دور فعلي في الحياة، وأن تكون محاطة بمعنى حقيقي تترجم معنى المحبة والسلام والاخاء والتعاون والمساعدة والتفاعل والترابط وأداء دورها الإنساني، هنا تدرك توأمة تحقيق الأهداف لا تعارض بين المصالح والرغبات الشخصية وبين دورها الإنساني والاجتماعي فكلاهما يكملان بعضهما.
- ما نشاهده اليوم في بعض الحالات هي حالة الانفصال التي انتابت البعض جعلته متعلقا بالجانب المادي فقط، وأهمل الجانب الروحي والإنساني فأصبحت أنفسهم خاوية لا عمق فيها وهذا ما يزيد الانسان تشتت وتوهان عن ذاته وروحه، أصبح في حالة ركض مستمرة خالية من المعنى وما هو سبب وجوده.
- تختلط الأمور حينما يغيب المعنى في حياة الفرد، البحث عن المعنى حصانة وقوة للفرد وهذا يجعله اكثر طموحا وسعيا ونجاحا، وتحقيق كل ما يريد بالاستمرارية والدافعية مهما اختلفت معه الظروف أو الصعوبات فهو يدرك معنى السعي ودور الفرد في الحياة، ويدرك ماذا يعني المنع أو عدم الحصول على ما يرغب دون سخط، ويدرك أن لا شيء ثابت كل شيء متحرك لذا هو لا يقف كثيرا عند الازمات أو التحديات، عكس من لا يمتلك معنى في حياته عندما يفشل أو يواجه شيء من الصعوبات فأنه ينهار سريعا، ويشعر أنه الوحيد الذي فشل. ثم يسقط هذا الفشل على الاخرين أو يسقطه على نفسه فيقع اسير تأنيب الضمير
- بطبيعة الحياة لها قوانينها لا شيء يحدث مصادفة أو عبثا كل شيء له معنى في حال القوة والضعف.
وفي حال النجاح والشعور الجيد، وفي حال النجاح والشعور المؤقت، وفي حال الفشل أو التوقف والرضا لذلك أو العكس السخط والتذمر، كل ذلك يعلم ويهذب الانسان، من كان صاحب معنى يدرك أن عليه دورا اتجاه نفسه في ارتقاء هذه النفس ومن ثم عليه أيضا واجبات أخرى كلا حسب استطاعته ومكانه وتواجده، سواء كان في وسط أسرته وعائلته أو وسط عمله أو في علاقاته الإنسانية ستكون الحياة معه ذات معنى وعمق يستطيع ان يتعامل مع كل ذلك بتوازن وانسيابية
- وللنظر للعلاقات الإنسانية عندما تكون ذا معنى إنساني وليست لسد الفراغ الداخلي أو الخارجي بل هي علاقات طيبة ونواياها جميلة نورانية محبة تنمو هذه العلاقات بسلام وتكون قوية وثابته مهما اعتراها من تحديات؛ لان الأساس ذو معنى عميق وهو التفاعل والترابط الإنساني الجميل فتتلاش معها الأحقاد والتنافس والغيرة، ونجد العكس أحد اسباب الفشل في العلاقات الإنسانية هو غياب المعنى فنجد من يتحكم فيها هو الخوف من الخسارة، أو التعلق المرضي الذي يجعل صاحبه أسير لتحكم الاخر، أو تنتهي العلاقات بانتهاء هذه المصالح، بينما العلاقات الإنسانية ذات معنى عند الانتهاء يكون راقي وانساني وطبيعي كطبيعة الحياة لا شيء ثابت فيها؛ ولكن بأقل خسائر وبسلام يمضي كل فرد في حال سبيله محتفظ بكرامته وقيمته كانسان لا يقف كثيرا امام الحزن أو الغضب هو يطوي الصفحة بسلام وثقة بأن القادم أفضل وأجمل وهنا تهدئ النفس وتدرك ما هو أعمق بوجودها ودورها في الحياة..
إضاءة:
المعنى يربط داخل الانسان برسالة عظيمة في الحياة فيصبح وجوده ذا معنى.
















التعليقات