انتظر عشاق الهلال الشتاء طويلًا يتحرون سماع بعض الأخبار والبشائر المفرحة والمطمئنة عن فريقهم الذي يعاني في بعض مراكزه الأساسية ودكة بدلائه التي فقدت الكثير من بريقها وقيمتها التي ميزت الهلال في السنوات الطويلة، ومن معسكر الفريق في الإمارات جاءت أول أخبار الشتاء؛ لكنها لم تكن بالنسبة لهم من البشائر: محمد الربيعي حارسًا للهلال في فترة غياب بونو، وليس الفرنسي الشاب الذي تسمع عنه ولا تراه ماتيو باتوييه!.
الهلال وفي ظل احتياجه لكل دعم عناصري في ظل الحالة التي أوصلته للعب بحمد اليامي كظهير أساسي في الجانب الأيمن قبل إصابته المعتادة، ثم الاستعانة بالأيسر متعب الحربي بديلًا لليامي قبل أن يلحق به كالمعتاد للعيادة؛ كان في أمس الحاجة للاستفادة المثلى من بند المواليد الأجانب تحت 21 سنة خصوصًا في ظل الإصرار على إبقاء محدود الإمكانيات والفائدة كايو سيزار؛ لكنَّ المدير الرياضي في الهلال قرر أن يستثمر أحد هذه البطاقات بالحارس الفرنسي الشاب ماتيو بحجة غياب بونو للمشاركة الأفريقية في مرحلة مهمة في الموسم، وكتأكيد على الفشل المتوقع لصفقة الحارس محمد الربيعي، وعلى مشاركته لكل الهلاليين القناعة بتواضع قدراته وعدم الثقة به كحامٍ للعرين الأزرق!.
انتظر الهلاليون منذ بداية الموسم مشاهدة ماتيو باتوييه الذي سيخلف بونو في فترة غيابه؛ لكنه غاب معظم الوقت عن المشاركة حتى في مباريات الكأس السهلة، ولم يشارك سوى في مباراة واحدة آسيوية مع الفريق الأول، وأخرى مع فريق 21، وكان الغياب بحجة أو بأخرى، قبل أن تأتي الأخبار من الإمارات بالاعتماد على الربيعي في مباريات الفريق خلال معسكر الفريق الإعدادي هناك، في تأكيد على أنَّه سيكون بديل بونو في أهم فترات الموسم، وبينما كان الهلاليون ينتظرون أخبار الغيث والخير مع مقدم الشتاء، جاءتهم الرسالة من إنزاغي والمدير الرياضي الذي خطط لصفقة ماتيو بوتاييه: جوكم ربيعي!.
الهلال خسر بطاقة لاعب أجنبي تحت 21 سنة بحجة التخطيط لتعويض فترة غياب بونو بحارس يحقق الأمان والآمال للهلاليين، وبينما عزز منافسوه صفوفهم بصفقات نوعية أضافت لخطوطهم أو على الأقل دكة بدلائهم مثل روجر ودومبيا في الاتحاد مع الظهير الألباني ماتاي، وبينما أصبح انخيلو جابرييل قيمة مهمة في النصر، وبينما أضاف الأهلي دامس وانزو ميو ويقترب من الجناح البرازيلي ريكاردو ماتياس؛ أصرَّ المدير الرياضي في الهلال أن يحرق بطاقة أجنبية على حارس تسمع عنه ولا تراه!.
الوضع في الهلال لا يحتمل المغامرة، والمغامرة بمشاهدة الربيعي في مرمى الهلال في مباريات لا تقبل التفريط بنقطة واحدة هي مغامرة بالدوري كله، وإن كان المدير الرياضي قد أخطأ في اختيار ماتيو بوتاييه فعليه أن يعترف بخطئه، وأن يسارع لتصحيحه، وتصحيحه لا يكون بالعودة لخيار الربيعي الذي لو كان قد ذهب إليه منذ البداية لكان الخطأ أقل فداحة، وأكثر قدرة على التقبل!.
حكاية غياب بونو المعروف مسبقًا، وطريقة التعامل مع غيابه من خلال التوقيع مع الفرنسي ماتيو، ثم صدم الجماهير بالربيعي؛ هي واحدة من حكايات كثيرة تؤكد حاجة الهلال لوجود رجل فني خبير قادر على أن يرسم حاضر الهلال ومستقبله الذي بات يقلق الهلاليين كثيرًا، الهلاليون الذين كانوا يتحرون شتاء يحمل خبر التجديد مع نيفيز، والتعاقد مع بديل لكايو، وتدعيم الدكة بعدد من اللاعبين المحليين الذين يمكن أن يقدموا الإضافة جاءهم النبأ التالي: شتاؤكم.. ربيعي!.
















التعليقات