جاءت الأمطار في موسمها على أغلب مناطق المملكة، ومع نزولها يتساءل المواطنون والمقيمون عن تعليق الدراسة الحضورية إلى الدراسة عبر الإنترنت، وحقيقة فقد خطت بلادنا بفضل توجيهات القيادة الرشيدة خطوات متقدمة في هذا المجال منذ تجربتها خلال جائحة كورونا، وقدمت وزارة التعليم نموذجاً متميزاً في هذا المجال على مستوى التعليم العام والجامعي وكانت حلاً رائداً وفريداً أسهمت في عدم انقطاع الطلاب والطالبات عن غرف الدروس والمحاضرات.

أصبحت الدراسة عبر الإنترنت من الأساليب التعليمية الحديثة التي انتشرت بشكل واسع، خاصة مع التطور التكنولوجي المتسارع. وقد أثبت هذا النوع من التعليم فاعليته في دعم طلاب التعليم العام والجامعي، حيث يقدم لهم العديد من الفوائد التي تسهم في تحسين تجربتهم التعليمية وتطوير مهاراتهم.

أهم فوائد الدراسة عبر الإنترنت المرونة في الوقت والمكان، إذ يستطيع الطالب متابعة دروسه في أي وقت ومن أي مكان دون التقيد بزمان أو مكان محدد. وهذا يساعد الطلاب على تنظيم أوقاتهم بما يتناسب مع قدراتهم وظروفهم الشخصية، كما يخفف من الضغط اليومي الناتج عن الذهاب إلى المدرسة.

تتيح الدراسة عبر الإنترنت تنوعًا في مصادر التعلم، حيث يمكن للطلاب الاستفادة من مقاطع الفيديو التعليمية، والعروض التقديمية، والمنصات التفاعلية، مما يسهم في تبسيط المعلومات وزيادة الفهم، وهذا التنوع يساعد في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب ويجعل التعلم أكثر متعة وتشويقًا، ومن الفوائد المهمة أيضًا تنمية مهارات التعلم الذاتي لدى الطلاب، إذ يتعلم الطالب الاعتماد على نفسه في البحث عن المعلومة، وإدارة واجباته، ومتابعة تقدمه الدراسي. وتعد هذه المهارات ضرورية لمستقبل الطالب الأكاديمي والمهني، وكذلك تساعد الدراسة عبر الإنترنت على تعزيز المهارات التقنية، حيث يتعامل الطالب مع أجهزة الحاسب الآلي والإنترنت والبرامج التعليمية المختلفة، مما يزيد من خبرته الرقمية ويؤهله للتعامل مع متطلبات العصر الحديث.

إن الدراسة عبر الإنترنت تمثل إضافة مهمة للتعليم العام، لما توفره من مرونة وتنوع في التعلم، إلى جانب دورها في تنمية مهارات الطلاب الذاتية والتقنية. ومع الاستخدام الصحيح والتوجيه المناسب، يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتحقيق تعليم أفضل وأكثر شمولًا.

لذا يرى الكثيرون أن تعليق الدراسة خلال المواسم المختلفة التي تحول الدراسة من الحضورية إلى المنصات المختلفة على شبكة الإنترنت حل يجب أن يدرس من أجل معالجة عدد من المشكلات التي تواجه العملية التعليمة من أجل خفض النفقات والمساهمة في معالجة الازدحام وتعويد الطلاب والطالبات على الاعتماد على النفس وغيرها من مشكلات تسهم الدراسة عن بعد في حلها، لذا يجب أن ننظر إلى أن تعليق الدراسة حل لكثير من المشكلات، ونسهم في دعم طلابنا للاستفادة منها كتجربة مميزة تُمنح لهم خلال المواسم المختلفة.