علي الخزيم

* لَفَت صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله سبحانه- بشخصيته الفَذَّة وطريقته المُتفردة وأنَفَتَه وشموخه أنظار العالم وبما رصدته وسائل الإعلام والمهتمين أثناء اللقاءات والاجتماعات والمناسبات التي جَمَعت سموه الكريم برؤساء وقادة العالم؛ كما أنه -أعزه الله- دومًا قدوة للأجيال من حيث الاعتزاز بالموروث العربي والإسلامي.

ومن ذلكم زِيِّنا الوطني؛ فلم يَتَخلّ عنه خلال زياراته وجولاته حول العالم ليؤكد بأن الزي الوطني رمز للفخر والشموخ؛ والتّقيّد به فرع من الوفاء للأهل والأجداد والأوطان؛ حتى أنه ببعض تلك الاجتماعات كان نَفَرًا من أولئك المهتمين يتوقعون تبديل زيه العربي لكن هذا لم يحصل؛ فكان الإعجاب مضاعفًا!

* وبضوء ذلك، وعلى أصداء المواقف الحكيمة والنُّبل العربي الأصيل: تأتي الأفكار الجديدة المُنظمة للزي الوطني واللباس المُحتشم في بيئة العمل الذي طرحته مؤخرًا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمنزلة مشروع لائحة قواعد المظهر والسلوك للموظفين والعاملين بالقطاعين العام والخاص عبر منصة الاستطلاع وصولًا لتنظيم المظهر العام والسلوك الوظيفي في بيئة العمل، وتعزيز الثقافة المؤسسية ومستوى الالتزام بالقِيم الأخلاقية والمهنية؛ وبما يكرس صورة تدعو دومًا لاحترام مبادئ الدين (حب الأوطان) والثقافة المجتمعية والإسهام الفعال بنضج ونزاهة بيئة العمل، كما تم التأكيد على ضرورة التَّحلي بجميل القيم والسلوك الحسن بمقار العمل أو المشاركة بالمحافل.

* وتغفل أجيال حديثة عن أهمية زينا الوطني كرمز عريق وتراث أصيل يُميّز الهُويَّة الوطنية والتنوع الثقافي السعودي لمناطق المملكة وهي سمة قد لا تتوافر لكثير من البلاد الأخرى لمحدودية مساحتها؛ ولهذا فملابسنا تُعبِّر عن قيم راسخة أورثها لنا الأجداد فهي أمانة نصونها بفخر وشمم، فلا ننظر لها كقِطَع من الأقمشة بل نؤكد بأنها دومًا تجسد هويتنا المرموقة وتاريخنا المجيد الناصع وقوة ومتانة انتمائنا لهذه الأرض الطاهرة بفضل الله سبحانه، كما أن لنا بكل مناسبة دينية ووطنية وأعياد أزياء تحكي الأصالة بكل أبعادها.

* وكما أن زيّنا الوطني العريق يمثل وحدتنا الوطنية داخل مملكتنا الحبيبة وبين الأشقاء؛ فإنه أيضًا ما زال يحافظ على البصمة والسِّمة الدولية للمملكة من خلال المشاركات بالفعاليات واللقاءات الدولية؛ ما حقق المزيد من الإعجاب والتقدير لمسئولينا ووفودنا إلى أنحاء العالم لتأكيد سمو الهدف ورقي المقصد من التحلي بأزيائنا الوطنية المشرفة ورمزيتها الوطنية الثقافية ـ بكل تفاصيلها ـ وما تعنيه وما تحمله من إشارات تخلد ذكرى وصلابة واعتزاز أجيال مضت بعد أن سجَّلت لنا وللعالم أنصع صفحات المجد والعنفوان والبطولات والكرم والشِّيم الراقية والسجايا الحميدة؛ فكان فخر لنا بكل بقعة من مملكتنا وجزيرتنا العربية أن نحمد لهم تلكم السيرة العطرة؛ ويبقى بذمتنا الحفاظ على ما منحوه لنا من أمجاد!

* وهنا دعوة مخلصة لشبابنا لطرح الأفكار الداعية لتقليد ملابس وأزياء خارجة عمَّا ألفناه بتقاليدنا وثقافتنا الأصيلة، خاصة بالمساجد والأماكن العامة ومناسبات الأعراس والاحتفالات الاجتماعية والتجمعات الأسرية، فإن كان الميل ينحصر بالاستراحات الشبابية وأمثالها فلعله من المقبول دون التشدد بالتركيز عليه بفَهم خاطئ ومزاعم بالتحضر والتحرر من قيود التراث.