لم تشهد قضية عبر التاريخ من الترهات والغيبيات والبطولات الزائفة والاتهامات والمؤامرات والانقسامات كما شهدته القضية الفلسطينية، ويبدو أن كثيرين لا يريدون الاستماع لحقيقة أن الرئيس الأميركي لم يتحدث عن "قدس موحدة" وهناك مفاوضات، وها هو وزير خارجيته ريكس تيلرسون يؤكد أن قرار ترامب حول القدس لا يعني البت بوضعها النهائي وسيترك للتفاوض بين الطرفين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما يبدو أن سالفة السفارة مش قسمت الناس "وخبلت عقولهم" بس، بل كشف عورات "الهبل والعته" الديني عندهم، وهنا يجد الواحد منّا نفسه أمام سادية وجعجعات وهوشات وزعيق ونعيق،، يا لفرحة إسرئيل... يا لدمعة القدس الحرّى وضياعها الأبدي !
**
مع لطمة ترمب لـ(أُمّة كُنّا) حكاما ومحكومين صار كل واحد منهم يفتش في دفاتره العتيقة على البطولات الوهمية لمن سبقوا من الديكتاتوريين المقتولين،، جماعة صدام يعيدونه كصلاح الدين،، وجماعة معمر يعيدونه كخالد بن الوليد،، وكذا حال جماعة علي عبدالله صالح يعيدونه كسعد بن أبي وقاص، وبهذا نفذ حسني مبارك وزين العابدين بن علي بجلديهما كرئيسين مطرودين بدون اغتيال وحفر وإعدامات.... طاح حظ فلسطين والشعوب وكل القضايا المقدسة ومعها المستقبل !
**
الله لا يوفق ترمب ع فعلته، فتح علينا كل "بواليع" المعتوهين عبر التاريخ ليدلقوا زعيقهم ونعيقهم وهوساتهم بدون فعل لنصرة فلسطين حربا أو سلما وتركوها معلقة عالقة لسبعين من السنوات العجاف عددا، فمن سيقود سلام الشجعان من الجانب الفلسطيني العربي الإسلامي ولا أقول الحرب، بعيدا عن الخطابات والتشنج والفوضى ؟!!
**
في عمّان، سارت مظاهرت وصدرت بيانات مطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل.. طيب، وإذا قطعت العلاقات مع "العدو الصهيوني" فمن "سيبلش" بقضايا نحو 4 ملايين فلسطيني رايحين جايين بين الأردن والضفة وغزة ؟!
**
انتصروا للقدس بتغيير ما بأنفسكم، لا بالدعاء والصراخ والنواح، فأنتم تتآمرون على أنفسكم وعلى بعضكم، وتاريخكم شاهد عليهم !
**
الحل الحقيقي بإجماع دولي، هو في نهاية المطاف وعبر مفاوضات أن تكون مدينة القدس عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية. وتماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 و478 و2334، فإن القدس الشرقية تعتبر جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة. مع وجوب تقرير هذه النتيجة عبر اتفاق حول الوضع النهائي، وتسوية عادلة ومنصفة وواقعية لقضية اللاجئين تكون متناسبة ديموغرافيا مع مبدأ دولتين لشعبين!
**
وأختم بمقولة لابن خلدون: "العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة، والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم ".......... !
التعليقات