ليس شماتة ولا حقدا او كرها للشعب الكردي فهو شعب له حقه كباقي شعوب العالم، ولكن ليس على حساب حقوق الاخرين، نقول: لقد انفجر بالون الاختبار الكردي !
نعم لقد انفجر بالون الاستفتاء الذي اطلقه البرزاني، وكان قد عول على استغلال عاطفة الكردي البسيط، والموروث العشائري وتوظيفه، وعدم الاهتمام بالعقول السياسية العالمية والاقليمية التي نصحته بعدم اجراء هذه العملية، او على الاقل تأجيلها، فقد مضى في عناده غير آبها بما سيحمله هذا الاستفتاء من فشل ذريع ونتائج غير محمودة العواقب.
لقد كان الاقليم ضمن النظام الفدرالي الذي خطه العراق لنفسه بعد زوال النظام الدكتاتوري السابق، وكانت "يد" الاقليم، في جيب العراق، يتنعم من خير العراق، حتى تمكن من بناء الاقليم على احسن وجه، ايام تدهورت اوضاع المدن العراقية الاخرى واولها بغداد، حتى ان العالم صار ينظر الى اربيل عاصمة الاقليم على انها "دبي" العراق، واصبح الاقليم من اكثر المناطق امناً وأمانا، وان القادم الى الاقليم كان يشعر انه في بلاد اخرى، ودولة اخرى وليس العراق، وذلك بحكم الاستقلالية التي اخذ يشعر بها المواطن الكردي من دون ان يكون الاقليم مستقلا. اي ببساطة كان الاقليم مستقلاً، ضمن اطار الفدرالية الممزق، فالدخول الى الاقليم صار بفيزا، والبقاء في الاقليم يتطلب اقامة، وحدود الاقليم ومعابرها الى دول الجوار بيد حكومة الاقليم... لقد تصرفوا كدولة وليس كفدرالية في دولة، وهذا معلوم للعراقيين جميعا، من حكومة وشعب، وتمكنوا ان يرفهوا الاقليم، بالرغم من السلبيات في حكومة الاقليم وبرلمانها، واولها الفساد المستشري وغير المنظور هناك... غير منظور لارتباطه ببعض قادة الاقليم، والذي يعلم به المواطن الموظف الذي يعيش في الاقليم، ويشعر به بسبب تأثيره على الوضع المعاشي له بصورة مباشرة.
كل هذا الامن والرخاء الذي جاء نتيجة الخيرات العراقية، وهذا من حق الاقليم، كأي حق لمدينة عراقية، لم يستوعبه سياسي الكرد فاصروا على اطلاق بالونهم، الذي انفجر على السلطة وعلى الشعب المتعاطف معه، وذهب ما كان يحسب من امتيازات لصالح الاقليم، وازداد الخناق عليه وزادت معاناة الموظف المواطن، نتيجة الرد السلبي لحكومة المركز، وعدم تعاطف اي دولة مع الاقليم، ما عدا اسرائيل، وادى الى انشقاق الحكومة والشعب الى ما بين مؤيد لسياسة "البالون" ومعارض لها.
هذا الوضع ادى في النهاية الى تظاهرات ثورية في القسم الذي يسيطر عليه حزب الاتحاد الوطني، في السليمانية، ومحيطها. تظاهرات ضد الحكومة، واحزاب حكومة الاقليم، ومقراتهم، يطالبون بسقوط الحكومة
لقد انفجر بالون الاختبار الذي كنا قد المحنا اليه قبل ان يتم الاستفتاء، وحذرنا من نتائجه الوخيمة بحق شعب الاقليم. انفجر البالون لأنه في الاساس كان يحمل رؤية سياسية ضيقة. لقد حاول مطلقوه ان يستغلوا انشغال العراق وحكومته بردع الدواعش ومحاربتهم والقضاء عليهم، لكن الرياح جاءت بعكس اشتهاء السفن.
لقد كانت مغامرة فاشلة اججت مشاعر الشعب الكردي الغاضبة ضد حكومته، واظهرت حقيقة البالون !
نتمنى عودة الاستقرار الى الاقليم، وان ينظر الساسة الكرد الى المستقبل بنظرة بعيدة، وليس بقدر بعد الانف عن الوجه.
التعليقات