ما زالت قضية قيادة المرأة للسيارة في السعودية محل سخرية لدى البعض ويعتقد بمجرد عدم قيادتها للسيارة أن نصف المجتمع مشلول حركياً، وهناك مناوشات حقوقية تدعي أن من منعها هي الحكومة وتزيل عصبة الاتهام واللوم عنها وكل ذلك ينبغي تصحيحه؛ إن من ينبغي أن يُتهم بذلك هو المجتمع الذي يكبد التقاليد العرفية والأحزاب المتشددة الغير سلمية في حركتها ضد المرأة لأنها تحاول قمع المرأة بفتوى حتى لا تخرج عن العرف الذي هم اعتادوا عليه ويشكل خبراً مزعجاً لهم حينما يرونها تتسلق لمراتب أعلى وأعلى.. فالمرأة الواعية بحقوقها لم تعد تشغلها العوائق التي قد تعثرها عن حياتها وتحقق لها النجاح والتميز في عملها.
إن هدف تمكين المرأة يأتي من باب فصل سلطة الرجال على المستضعفات من النساء وله دور أيضا في حرية اتخاذ قرارها بنفسها دون أوصياء يرشدونها بأمرهم، فالاعلام الغربي حين يتدخل في قضية قيادة المرأة يظنّون بأن دينهم الإسلامي هو من حرم قيادتها والحقيقة أنها خزعبلات هذه العادات التي نمت عليها وأصبحت من المحرمات ليتعثر عليهم تحليلها والنقاش فيها، نحن كسعوديات لم نشتكي على الغرب ليحل قضيتنا أو كما يحاول البعض منهن ابتزاز الدولة بالقيادة!
نعم نريد أن نقود السيارة ولكن ليس بالقوة أو محاولة اختراق قوانين الحكومة وما ذلك إلا شغب أن يصدر من امرأة ترغب بلفت الأنظار وتخبر العالم أنها سعودية ترغب في القيادة ولكن دولتها تمنعها! سياسة تمنع ماهو إلا ابتزاز آخر يؤخر تفعيل هذه القضية ويحرم البقية من آمالهن، نحن نسوة السعودية نعلم حقيقة أن قيادة المرأة تخل من معتقدات الشعب ومازال أغلب الشعب معارض على أن تقود دراجة هوائية فكيف إن قلنا تقود سيارة أو مركبة فضائية؟!
إن مايثير غصبنا حقيقة هو أن أغلب آراء المشاهير في الخليجي بعدما تطرح عليهم هذه الأسئلة أو يفتحوا نقاشاً حول قيادتها يتدلّى الرفض والاستنكار وكيف أن تشاهد المرأة تقود السيارة، وعندما يفتح النقاش فنان سعودي ويدلو برفضه والسبب هو أن المجتمع لا يقبل ونعتبر متأخرين عن غيرنا من الخليجين وكانت الموضوعية حاضرة في رأيه ولكن أن تأتي فنانة خليجية تصر على الرفض بدون مبرر بحجة أن الإسلام والدولة السعودية فيها الحرمان و..إلخ رأي غير منطقي يدين إلى التناقض في كونها خليجية وتقود سيارتها بنفسها! لم تكن حقوقنا عرضة للآخرين أو محل السخرية حينما يرقص عليها العدو ساخراً منّا ولم يشكل أي أهمية في ذلك سوى التجاهل حفاظاً على توازن التيارات حتى تحكم عليهم صفّارة تتعايش.
الحمدالله لم تكن المرأة السعودية مضطهدة مثل اضطهاد المرأة الإيرانية في حين قضايا الشرف وقضايا أخرى مثل الجرائم والتمييز ضدها غير معترف بها، حكومة إيران والخوف هل ستكون المرأة القطرية مثل أنظمة إيران بعدما احتلت قطر.! ربما الاستعمار يقود إلى التطبّع بفرضيات المستعمر.
أن من الغباء حقاً أن نتهم حكومتنا بالحرمان ونحن نعلم أن التيار المتشدد ودعاة الفتن محقونين من العدو لكبت المجتمع وعبر الهواء وأمام الجمهور يرقص العدو على معاناتنا ويتهم علناً الحكومة السعودية بأنها سبب المنع!
نعم أنا واحدة من نساء السعودية ربما اختصر الكثير لنقول بصوت واحد لا شأن لكم في اتهام دولتنا ونحن سنقود السيارة متى ما سمحت لنا الفرصة القريبة وبعدما نتحرر من دعاة الصحوة الذين حرموا الناس من حياتهم الطبيعة.
كاتبة سعودية
التعليقات