من يتابع تطور الأوضاع العراقية في السنوات الأخيرة، لابد ان يلاحظ بأن دور الحشد الشعبي في العراق راح يتسع ويقوى أكثر فأكثر وأصبحتالأحزاب الطائفية تتودد إليه وفي المقدمة حزب الدعوة. وهذا الدور راح يقوى على حساب الجيش الرسمي نفسه. ويتضمن الحشد عشرات المليشيات ومنها تركمانية ولكن غالبيتها شيعية ، وبينها الأقوى والأكثر شراسة ، لا سيما عصائب أهل الحق ومليشيا العامري (بدر) و أبو الفضل العباس وحزب الله العراقي وغيرها. والملاحظ أن ضغوط إيران على مقتدى الصدر وما تلقاه من تهديدات ، دفعت به لاختيار قائمة (الفتح) (المليشيات) حليفا قبل سواه مما يدل على مدى قرب هذا الحشد من نظام الفقيه ومدى اعتماده على إيران.

وبالعودة إلى الأيام الأولى بعد صعود خميني على عرش إيران ، وإعلانه عن مبدأ (تصدير الثورة الإسلامية) فان هذا النظام وضع خططا لزرع ميليشيات شيعية في عدد من الدول العربية، وكانت البداية في لبنان مع أنشاء حزب الله (لنصر الله) الذي أصبح عمليا جزءا من الحرس الثوري الإيراني ، وينشر القلاقل في المنطقة وخارجها وفقا للحسابات الإيرانية . وقد وصلت عمليات حزب الله الإرهابية إلى الأرجنتين نفسها ، قبل حوالي عشر سنوات بتفجير مؤسسات إسرائيلية ، وهذا ما كشفه مراراً المدعي العام الأرجنتيني ، الذي وجد مقتولاً في داره بعد سنوات. كما اتهمت الحكومة البلغارية قبل سنوات حزب الله بالاعتداء على حافلة في صوفيا فيها سواح إسرائيليون. فصار حزب الله لاعباً أساسيا في لبنان تحت أوامر الولي الفقيه وتغلغل في مؤسسات الدولة وراح يتاجر بالمخدرات. وفي رأينا أن تطوراً كهذا ينتظر الحشد الشعبي في العراق ، فيصبح دور الجيش ثانوياً، ويتولى مهمات أمنية مثل الباسدران( الأمن الإيراني الداخلي) ، ويتدخل في شؤون المنطقة كما يفعل اليوم في سوريا، ويزداد تدخله في مؤسسات الدولة وفي اقتصادها وتجارتها كما في إيران، ويتسبب في أزمات إقليمية ودولية ، كما يسعى اليوم زعيم (العصائب) . هذا ما نراه والفترات القادمة سوف تأتينا بأدلة على خطأ هذا التحليل او صوابه.... من يدري؟؟؟؟

ملاحظة ، بلغ من استهتار بعض المليشيات ان حزب الله العراقي هاجم الشرطة بالسلاح في بغداد.....