يحلو للبعض توجيه تهمة الفوبيا إلى كل من يشجب تجاوزات موثقة تقوم بها ميليشيات الحشد الشعبي منذ سنوات ولاسيما منذ انتهاكات بعقوبة. وللعلم فإن وجود ميليشيات مسلحة ينتهك بنود الدستور العراقي التي نصت بوضوح على وجوب حصر السلاح في أيدي القوات الحكومية النظامية. وقد يقال ان المرجعية الدينية الشيعية هي من أمر بتشكيل الحشد الشعبي ولكن المرجعية ليست مصدرا للتشريع ولا تحل محل الدستور والبرلمان. ان عشرات بعد العشرات من الشهادات الدولية والمحلية قد تحدثت بالوثيقة والبرهان عن تجاوزات هذه الميليشيات الطائفية. ورغم بعض التصريحات الرسمية عن التحقيق مع بعض المتجاوزين فإن الحكومة لم تنشر اية تفاصيل عن اعتقالات ومحاكمات لأفراد من الحشد مارسوا أنواع الانتهاكات. ان المالكي ينسب لنفسه تأسيس الحشد، وإذن فإنه هو أول من يتحمل أوزار هذه التجاوزات كما انه عليه أولا ان يجيب على السؤال الكبير: لماذا أصدر أوامره كقائد عام إلى القوات في الموصل بالانسحاب أمام داعش دون قيد أو شرط وبلا اية طلقة.

كما ان تهمة الفوبيا يلوح بها كلما فضحت هذه اللجنة أو تلك المنظمة، هذا الكاتب أو ذاك تخريبات إيران في العراق والمنطقة. إنهم يتجاهلون ان التجاوزات التي تمارسها الميليشيات مدانة دوليا وان التستر عليها مشاركة علنية في هذه الجرائم. كما أن ممارسات إيران هي الأخرى مخالفة للقانون الدولي والواجب الوطني والإنساني يستدعي فضحها. وهذا ينطبق أيضا على تجاوزات تصدر من اية جهة أخرى ونعني التقارير الدولية الواردة عن انتهاكات تقوم بها البيشمركة أيضا فلو صح ذلك فتجب ادانتها ودعوة حكومة الإقليم لوضع حد لها ومعاقبة مرتكبيها. هذا مع العلم بأن إقليم كردستان سبق واستقبل أكثر من مليون نازح عربي سني ومسيحي وأيزيدي... وان كل انتهاك من البيشمركة يسيء إلى هذا الموقف الإنساني النبيل.

أخيرا لابد من القول ان اتهام الآخرين بفوبيا إيران يناقض الحقائق وذلك لأن ادانة ممارسات نظام الفقيه لا يعني كراهية لإيران وشعبها ونكران الدور الحضاري لإيران القديمة وتأثير حضارتها في الحضارة العربية. بل ان نظام الفقيه هو من يتنكر لأحسن ما في هذه الحضارة الإيرانية ورموزها من أمثال عمر الخيام وحافظ الشيرازي والعشرات من العلماء الذي اثروا في الحضارة العالمية سواء من كتبوا بالعربية او بالفارسية. كما ان من يعادي شعب إيران هو النظام القائم نفسه الذي

يمارس عمليات الإعدام الجماعي كل يوم. وكل ما هو مطلوب لصالح امن المنطقة هو ان تحكم ايران سلطة ديمقراطية تحترم القانون الدولي ومبادئ عدم التدخل ومنفتحة على جيرانها.