لقاء قصير&جمعني في 24 سبتمبر / أيلول 2015 &مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجيدار أوغلو وزعيم كتلته في البرلمان التركي، وذلك في بهو أحد فنادق مدينة كولن الألمانية، بناء على دعوة خاصة تلقيتها من رجل أعمال من أعضاء هذا الحزب.

مناسبة الدعوة تلك أن كليجيدار أوغلو كان قد قدم إلى ألمانيا للقاء مناصريه وحشد أصواتهم استعدادا لخوض الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وألقاء كلمة في الحشد وشد الهمم.

بعيد المهرجان الخطابي، كان مقررا ان يلقي كليجيدار أوغلو كلمة أمام وسائل إعلام تركية مقربة منه. &سبقناه أنا وصديقي الصحفي الذي معي إلى صالة الإعلاميين، وما ان لاحظ الإعلاميين الاتراك المتواجدين في القاعة المخصصة اننا سوريين، حتى بدا مشاعر الانزعاج وعدم الراحة بينة على وجوههم، فقررنا مغادرة القاعة. لاحقا تلقينا مكالمة هاتفية من الشخص الداعي وهو يعبر عن اعتذاره، وطلب مني العودة، وأبدى استعداده بإخراج كل من يتذمر من وجودنا كسوريين هناك. واقع الحال، هذا التضامن لن يغير من حقيقة الموقف الذي يتبناه أغلب مناصري الحزب من المعارضة السورية واللاجئين السوريين، ليس في تركيا فحسب وإنما حتى في الشتات.

المشهد تكرر في العديد من الممثليات التركية، حيث تكون القنصلة أو يكون القنصل من هذا الحزب، وهو ما حصل مع مقربين مني، أبدوا عدم ترحيبهم بالسوريين بزيارة تركيا أو الحصول على فيزا، وأنه لاداع من زيارة السوريين لتركيا، وأنهم جلبوا لبلدهم المتاعب.

في الضفة الأخرى، لم يفوّت حزب العدالة والتنمية أية فرصة في استغلال السوريين، سواء بتهديده لأوربا بفتح باب اللجوء أو الحصول على الأموال، وهو ماتم سابقا من خلال السماح للسماسرة بإركاب السوريين البحر وإرسالهم عبر سفن مطاطية الى أوربا وترك القدر يتحكم بمصائرهم.

تركياً، حاول أردوغان تجنيس بعض السوريين، وبالتأكيد سيصوت هؤلاء له في أي استحقاق انتخابي، كجزء من العرفان على معروفه، بل ثمة من صوت سابقاً وهو غير مجنس فقط من أجل التلاعب بنتائج الانتخابات لصالح اكثر من طرف.

سورياً، لم تفوت تركيا أية فرصة دون أن تقوم بالتحكم بمصائر الفصائل العسكرية للمعارضة، حتى الراديكالية منها، كالتغاضي عن وجود داعش في الطبقة وجرابلس والباب، لغاية بعيد الانقلاب المزعوم في 15 يوليو 2017 واستعادة قوات الحماية الشعبية لكوباني والطبقة ومنبج وبدء تحركها نحو بعض المدن الأخرى، علماً أن قوات الحماية الشعبية هي القوة الوحيدة في سوريا التي لايمكن أن ترضى بوجودها تركيا.

ذهبت تركيا من خلال نظامه الحالي إلى أبعد من الحدود، من خلال الاتفاق مع روسيا وايران بإنشاء مناطق خفض التصعيد، وعلى إثرها خسرت المعارضة الغوطة الشرقية ودرعا.

السوريون رغم ما عانوه من سياسات أردوغان وماقدموه له، سيكونون بلاشك ضحايا التحالف التركي المعارض لحكم أردوغان الصاعد، سيتضاعف الظلم المطبق بحقهم في المدن الكبيرة وبخاصة اسطنبول وازمير، وهي من المدن التركية، ذات التواجد السوري الكثيف، ولانستغرب ترحيلهم، كما هو الحال في بلدان مجاورة أخرى، ونتائج هذه الانتخابات ماهي إلا مؤشرات عن أن الشعب التركي بدأ يستنفر من سياسات اردوغان، وسيصوت ربما في المرات القادمة ضده.

*&إعلامي كردي سوري مقيم في ألمانيا