احتار العراقيون بين الاحتفال بسقوط نظام صدام حسين وبين&إهماله&على خلفية&إن&الإسقاط&كان بيد&الأمريكيين&وليس العراقيين،&واحتار العرب في عمان والقاهرة ودمشق وبيروت&والجزائر وصنعاء&بين كونه قائد عروبي قدم لهم خدمات كثيرة وبين دكتاتور آذى شعبه مقابل تلك الخدمات،&وبين هذا الرأي وذاك&يمتد&زمنا&من&الثامن من شباط 1963م وحتى&التاسع من نيسان 2003م،&تلك الحقبةٌ&الزمنية&التي&لم يعرفها عرب تلك العواصم ولا كثير من الذين كانوا يهرولون وراء مزايا وامتيازات العمل معه،&حقبة&ضمت أحداثاً ومآسياً؛&وحروباً وعمليات إبادة غيبت مئات الآلاف من الكورد والعرب، وأوهمت الناس بمستقبلٍ زاهرٍ فإذ بهم في بحر دماء، خدرت ملايين العرب بشعارات وردية صورت لهم وطناً افتراضياً يمتدُّ من المحيط إلى الخليج، فإذ بهم أصحاب الحقبة السوداء يئدون أول وحدة بعثية قبل ولادتها، كذابون مُتاجرون مُزايدون متلونون، في الصباح&مع السوفييت والسهرة مع الأمريكيين، لا عهد لهم ولا وعد، اتفقوا مع الكورد وخانوهم، ومع الشيوعيين فأبادوهم، ومع القوميين العرب والمستقلين فأذابوهم في بوتقتهم، قتلوا الرضع&والأطفال&والنساء والرجال، ودفنوا&ألاف&مؤلفة وهم&أحياء،عبثوا بمفاتيح الغرائز واستعبدوا البشر بايديولوجية مقيتة، إنها حِقبة لا ينافسها في التردي والسوء إلا من جاء بعدها من الفاسدين واللصوص والقتلة الأوغاد،&إنهم&عصابة فاشية حكمت حقبة ملوثة أرادت فيها عراقا كما تهوى نفوسهم المريضة بداء الدكتاتورية والطغيان والعنصرية والفاشية المقيتة، تارة باسم العروبة&وأخرى&باسم الاشتراكية وثالثة باسم الحملة&الإيمانية، فرضوا الحزب على الجميع من تلاميذ الابتدائيات وحتى الجامعات، فلا مدرسة ولا جامعة ولا وظيفة بدون تزكية من منظمات حزبهم، حتى حولوا المؤسسة العسكرية&والأمنية&إلى&ميليشيا لحزبهم ولرئيسهم،&فأصبح&العراق برمته مجرد فرع من فروع حزبهم، باستثناء القلة القليلة التي عاشت ضنكها بين الاستدعاء والمراقبة والحرمان&والاعتقال&ممن رفض الانتماء لهم&أوالعمل معهم لأي سبب كان.

&&وبين الفرح بسقوطهم أو&الأسى،&يمتد هذا التاريخ&الدموي&وخلاصته؛&قسم صدام حسين&بأنه&سيجعل العراق حفنة تراب لمن يريد&إزاحته&من على كرسي الحكم،&وما حصل ويحصل من نيسان 2003 ولحد اليوم&في عراق&البعث وصدام حسين&يقع ضمن هذه التراجيديا!

[email protected]