أثار رحيل الدكتور سعيد سلمان الوزير الإماراتي السابق اليوم في ألمانيا، وبعد 10 أيام من رحيل الرئيس المصري السابق محمد مرسي موجات من الجدل تمتد من القاهرة إلى أبوظبي، وصولاً إلى كافة أنحاء العالم العربي، حيث يؤكد البعض أن كل منهما، وغيرهما من وجوه الإسلام السياسي في المنطقة العربية وقعوا في فخ خيانة الأوطان، واستخدام الدين وسيلة لتحقيق أهداف سياسية تتعلق بالوصول إلى الحكم،&&ومن ثم لا تجوز عليهم الرحمة، باعتبارهم من رموز التنظيم الإخواني الذي نجح في تقديم نفسه للشعوب في مرحلة ما باعتباره بديلاً للأنظمة الحاكمة، بل إنه وصل إلى سدة الرئاسة في مصر لمدة عام كامل.

خائن وهارب !

أحد النماذج التي تفاعلت مع رحيل سعيد سلمان هو ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، والذي قال :"نعم توفاه الله مسلماً ونسأل الله له الرحمه.&ولكن ليس من الحكمة ولا من التسامح مايمارسه البعض عن جهل أو عن حسن نيه من نشر رسائل تمجد تاريخ رجل خان وطنه بل وكان من قيادات التآمر ومات هارباً.&الموت لايمحي الخيانة ولا يجعل من الخائن بطلاً، بل في تاريخه عبره وغصه عفا الله عنه".

أبعاد سياسية ودينية

وفي تفاصيل هذا الجدل هناك من يترحم على مرسي وسعيد سلمان من الجانبين الإنساني والسياسي، ويقود هذا التيار لجان إلكترونية مؤثرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهي مصنفة ومعروفة بالإنتماء لجماعة الإخوان، ويتخذ أصحاب هذا التوجه رأياً دينياً وسياسياً بلغ مداه بتوجيه اتهامات للسلطات المصرية بقتل محمد مرسي بطريقة غير مباشرة، عن طريق حرمانه من الرعاية الطبية اللازمة في فترات وجوده في السجن الإنفرادي، وخلال محاكمته التي امتدت على مدار السنوات الماضية.

لا سياسة في الموت

أما الرأي الثالث الذي يمكن وصفه بالرأي الغالب فإن أصحابه ينحازون إلى الجانب الإنساني، ويؤكدون أنه لا شماتة في الموت، وأنه يجب الترحم على الموتى دون النظر أو التدقيق في سيرتهم السياسية أو الإجتماعية، ولا يهتم أصحاب هذا الرأي بأي توجه سياسي أو أيدلوجي، كما أنهم لا يهتمون بعالم السياسة بما يدون فيه من جدل كبير على المستوى العربي، وهو جدل ارتفعت وتيرته منذ بدايات ما يسمى بثورات الربيع العربي، وصولاً إلى الوضع الحالي في غالبية البلدان العربية.

رحيل سعيد سلمان

وأثار خبر رحيل الدكتور سعيد سلمان في ألمانيا اليوم،&&وهو وزير إماراتي سابق، حالة من الجدل تشبه تلك التي حدثت في مصر قبل أيام تزامناً مع رحيل محمد مرسي، وكتب أسامة سعيد سلمان نجل الراحل مؤكداً خبر وفاته في أحد مستشفيات ألمانيا، ونوه على أنه سوف يعلن عن موعد وصول الجثمان، والعزاء وغيرها من الإجراءات.

من هو سعيد سلمان

كتب أسامة سعيد سلمان كان رحمه الله من القيادات التعليمية البارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو حاصل على شهادة دكتوراه في الحقوق والعلوم من جامعة باريس الثانية عام 1986 ، وتولى عدة مناصب قبل الاتحاد أهمها قاضي مساعد في محكمة رأس الخيمة، وأمين عام للمجلس الاستشاري لإمارة أبوظبي، ومع قيام الاتحاد كان الدكتور سعيد عبدالله سلمان له دور في بدايات تأسيس الدولة تحت قيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان.

فقد تولى منصب وزير الإسكان وتخطيط المدن في أول حكومة اتحادية، ثم وزير الزراعة والثروة السمكية&، وكان أول سفير مقيم لدولة الإمارات العربية المتحدة في باريس والسوق الأوروبية في بروكسل، وشغل منصب وزير التربية والتعليم والشباب، والرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، كما كان عضواً في المجلس التنفيذي لليونسكو في دورتين متتاليتين.