طلحة جبريل من الرباط: أفادت مصادر وثيقة الإطلاع أن فتحاً جزئياً للحدود بين المغرب والجزائر ربما يعلن قريباً إثر محادثات أجراها مصطفى الساهل وزير داخلية المغربي الذي يختتم اليوم زيارة للجزائر نقل خلالها رسالة شفوية من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لم يكشف عن محتواها. وقالت المصادر إن الجزائر ما تزال تأمل انعقاد قمة بين العاهل المغربي والرئيس الجزائري يمكن أن تؤدي الى فتح الحدود بكيفية كاملة ، بيد ان الرباط ترى ان فتح الحدود قبل انعقاد أية قمة كفيل بإيجاد تسوية للمشاكل العالقة وعلى رأسها نزاع الصحراء. لكن بيانا اصدرته وزارة الخارجية الجزائرية يؤكد مواقفها المعلنة بشأن نزاع الصحراء وضرورة حلها في إطار القرارات الأممية أفشل عملياً زيارة الساهل للجزائر حيث اشار البيان الذي صدر والساهل ما يزال في العاصمة الجزائرية إن"الأمر يتعلق بقضية تصفية استعمار يجب استكمالها على أساس حق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال التطبيق الحرفي و الدقيق لمخطط بيكر للسلام من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي".
وكان المغرب طلب عدة مرات من الجزائر فتح الحدود التي أغلقت في صيف عام 1994 بقرار جزائري في أعقاب مهاجمة مسلحين فرنسيين من أصل جزائري لفندق في مراكش . كما تطالب الرباط أن تبحث أية قمة نزاع الصحراء ، لكن الجزائر ترد على ذلك بالقول إن الملف في أيدي الأمم المتحدة . وكانت كل من مدريد وباريس بادرتا أخيرا إجراء اتصالات في المنطقة تهدف إلى تجاوز دور الأمم المتحدة التي عجزت حتى الآن في تنظيم استفتاء في الإقليم.
وفي سياق ذي صلة قال عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائري إن البلدين" بصدد تطهير العلاقات من كل الشوائب لبناء جسور التلاقي مع المغرب كي نصل إلى تسيير عادي للعلاقات ... وبعدها نجد حلولا للمشاكل العالقة وقضية إعادة فتح الحدود".
وأوضح بلخادم أن زيارة وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل تندرج في إطار " وضع آلية مشتركة في المجال الأمني بمعناه الواسع وهذه الآلية تعني محاربة الإرهاب والهجرة السرية وتهريب السلع والمخدرات وأن المشاكل المتبقية يمكن أن تجد حلولا لها ربما على مستوى الوزراء أو على مستوى عقد قمة وقال بلخادم بأن لجنة الشؤون القنصلية و الاقتصادية توصلتا إلى حلول لبعض القضايا فيما تزال قضايا أخرى تحتاج إلى مزيد من التمحيص وربما إلى الاحتكام إلى المستويات العليا" . وتؤكد تصريحات بلخادم ان قرار فتح الحدود لا زال بعيد المنال .
يشار إلى أن زيارة مصطفى الساهل تميزت بزيارة مؤسسات أمنية جزائرية إلى جانب نظيره الجزائري نور الدين زرهوني حيث حضر تدشين مختبر تحليل البصمات الوراثية بالمدرسة العليا للشرطة بالعاصمة الجزائرية الذي أنجز بتمويل جزئي من طرف الاتحاد الاروبي وبتعاون تقني ألماني ودعم في مجال التكوين من طرف إسبانيا وبلجيكا. و سيحضر وزير الداخلية المغربي بنفس المدرسة اليوم حفل تخرج ثلاثة دفعات من الأطر العليا للشرطة تتكون من حوالي120 ألف شخصا.
التعليقات