وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي لـ"إيلاف":
ملف أسلحة الدمار أغلق لأن شعبنا متعب

فيينا: أعلن الدكتور رشاد مندان عمر وزير العلوم والتكنولوجيا أن العراق اغلق إلى الابد ملف اسلحة الدمار الشامل او اي نوع اسلحة مؤكدا أن: "بلدنا وشعبنا متعب من كل السياسات الخرقاء التي قام بها النظام السابق وما كلفته ماديا ومعنويا، ولذلك فان العراق اليوم يعمل من اجل مستقبل ابنائه واجياله القادمة في استغلال كافة امكانات العلوم والتقنية في الاغراض السلمية.

وقال الدكتور عمر في حديث لـ"إيلاف" في فيينا حيث قام بزيارة للمنظمة الدولية للطاقة الذرية والتقى خلالها بكبار مسؤولي الوكالة إنه جاء لنقل راي العراق بانه بلد يريد ان يخلف الماضي وراءه وانه جزء من المجتمع الدولي ويلتزم بقوانينه ويعمل على تعزيز العلاقات بين دول العالم ودعم منظمات الامم المتحدة والتعاون معها، خاصة وان الوكالة كانت مسؤولة عن برنامج الكشف عن اسلحة الدمار الشامل التي كان النظام السابق متهم بها. وعلى الرغم من ان عمل الوكالة لم ينته بعد، لكن رئيس النظام واجهزته القمعية هي اسلحة دمار شامل ذهب الشعب العراقي ضحية لها خلال فترة حكمه.

والدكتور رشاد مندان عمر من ضمن الكفاءات الجيدة التي تشارك في الوزارة الانتقالية الحالية التي يرأسها الدكتور أياد علاوي، وهو مسؤول عن وزارة تضم الآف من الخبرات العراقية والعلمية ذات الكفاءة والكثير منهم لا زال دون اماكن، ويعمل الوزير على تهيئة كافة الامكانات لاستيعابهم بالإضافة إلى العلماء العراقيين خارج الوطن الذين يشكلون الدعامة الكبيرة للعراق الجديد وهم الدماء المغذية لجسد وطنهم المتعب الذي خلفه النظام البعث الفاشي نتيجة حروبه العبثية وكذلك سياساته التعسفية الداخلية.

وفي حديث الصريح والمطول، أعطى وزير العلوم والتكنولوجيا انطباعا بان المسؤولين العراقيين الجدد يمثلون نمطا جديدا من المثقفين المشبعين بروح الديمقراطية او يحاولون ممارستها وتقبل لعبتها.
وقال إن العراق جديد في كل شئ وهو يبني نظاما ديمقراطيا ويحاول ان تكون مؤسساته كذلك. فلا ضير من النقد وان العراقيين المسؤولين لا يغضبون من النقد ويشجعونه ويفضلون ان يكون بناء.

وأضاف أن لدى زارته خططا واستراتيجية قصيرة وبعيدة المدى لاستيعاب أكبر عدد من الكفاءات العلمية العراقية من مختلف الاختصاصات لتأسيس قاعدة علمية تعتمد عليها وتضمها اقسام الوزارة الستة مع تأسيس قسم جديد لأستخدام الذرة للاغراض السلمية. وقال: "اننا بدأنا والى الأبد في عدم عودة بلدنا الى الوضع المزري والمأساوي الذي تسبب فيه نظام الطاغية صدام حسين الذي عرض العراق وشعبه الى الدمار الشامل. واضاف قائلا: "علينا كعراقيين الاهتمام ببناء اقتصاد عراقي يليق بمقدرات العراق وعظمة مواطنيه".

وعن عدد العلماء الذين كانوا مسؤولين عن برامج أسلحة الدمار الشامل قال الوزير ان عددهم كان 522 عالما. وعن المعلومات التي اثيرت حول ان بعض الدول تحاول استقدام العديد منهم في برامج مماثلة، في الجانب النووي او الاسلحة الكيميائية وغيرها، قال الوزير ان جميع العلماء هم في العراق لانهم وطنيون عراقيون تحاول الوزارة شد عضدهم من اجل المساهمة في بناء العراق الجديد.

وقال إن هناك مشروعا اميركيا للاستفادة من العلماء العراقيين داخل العراق وتطوير قدراتهم لكي يستفيد العراق منهم بالدرجة الاولى.
واجاب الوزير عن سؤال حول ما نشر عن سرقات تعرضت لها مدينة التويثة المقر عن البرنامج النووي العراقي، قال الوزير إن كافة المواد المشعة نقلت إلى الولايات المتحدة ونحن لسنا بحاجة لها. وان ما سرق من المدينة واستخدمه بعض المواطنين من جهالتهم العلمية قد استرجع وهو مئات من القطع ووجهت الوزارة اعلانا للذين لا زالوا يحتفظون ببعض هذه المواد باعادتها، كما اعيدت كافة " البراميل" التي سرقت من المدينة إلى الوزارة.

واضاف ان وزارته تحتاج إلى خبراء في مجال كشف الانشطة الاشعاعية داعيا العلماء من اعضاء المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين وغيرهم للاتصال بالوزارة للمساعدة في هذا المجال وقال ان وزارته تحتاج إلى 70 خبيرا في هذا المجال.
وثمن الوزير الدراسة التي اعدتها المنظمة عن طريق "المجموعة النووية العراقية " فيها وقالبانها كانت مفيدة لعمل الوزارة معتبرا انها تحوي معلومات علمية مهمة تلامس حاجات التصنيع المدني العراقي وتطوير الطب النووي وتنشيط البحث العلمي العراقي.

وقال ان وزارته استفادت من بعض ما جاء فيها في الوقت الحالي لان الإمكانيات المتواضعة للوزارة وسياسة الخطوة الخطوة لصعوبة الأوضاع الأقتصادية والوضع العراقي بشكل عام تجعل من تنفيذها كاملة عملية صعبة.

وعلق احد الخبراء في لجنة الطاقة الذرية العراقية السابقة وهو الدكتور كريم خلف محمد، الذي يرافق الوزير في زيارته للوكالة بمعيتهما الدكتور زهير محمود سعيد، ان الدراسة عندما نشرت، اثارت ضجة لدي موظفي اللجنة العراقية إذ اتهم بعض اعضائها بانهم سربوا المعلومات التي ضمتها الدراسة إلى الخارج، خاصة وان اسم معد الدراسة يشبه احد المسؤولين البعثين في اللجنة. والدراسة كانت من الدقة بحيث لا يمكن ان تعد دون ان يكون الشخص عارف بجميع خفايا اللجنة العراقية للطاقة الذرية.

وعن تعاون الوزارة مع الكفاءات العراقية في الخارج قال الوزير ان وزارته تحتاج لجهود المنظمة الوطنية من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين ويمكنها أن تلعب الدور الأستشاري الحيوي ومساعدتها لأستقطاب الكفاءات العلمية المهاجرة وهي متنوعة ومتميزة. واضاف ان المنظمة وكذلك المنظمات الاخرى التي تضم الخبراء العراقيين في دول الشتات عليها حث أعضائها للتواصل مع وزارة العلوم والتكنلوجيا للتعريف بقدرات العراقيين وخبراتهم لان الوزارة تعتبر جميع العلماء العراقيين في الخارج والداخل بمثابة العائلة الواحدة. وقال ان وزارة العلوم والتكنولوجيا وبالتنسيق مع ست وزارات شكلت لجنة لاستيعاب الكفاءات العلمية المهاجرة وستساعد وزارة العلوم والتكنلوجيا تلك اللجنة بتصنيف طلبات التعيين للراغبين العمل داخل العراق.

وردا على سؤال حول مشاريع الوزارة لمساعدة العلماء العراقيين، قال ان وزارته تهتم في الوقت الحاضر باعداد مشروع علمي لتطوير البحث العلمي في العلوم الطبيعية والتكنولوجية التي تدخل ضمن توجهات الأقسام العلمية الستة التي تضمها الوزارة وكذلك ستساعد العلماء العراقيين في الداخل والخارج فيما يقترحونه من مشاريع علمية مدروسة تدخل في اطار برامج وتوجهات الوزارة من اجل تموليها. وقال ان وزارته حصلت على أموال لهذا الغرض.
وحث الوزير العلماء العراقيين على ان يقدموا دراساتهم ومشاريعهم من اجل تعضيدها. وعن استخدام عالم المعلومات في ربط الوزارة مع العلماء العراقيين في الخارج قال ان وزارته ومن اجل وصول اقتراحات العلماء العراقيين ومشاريعهم العلمية التي ستساهم في تعزيز السياسة العلمية في العراق الجديد، ستنشئ الوزارة موقعا على الإنترنيت سيرى النور خلال ستة اشهر. وقال الوزير ان هناك ثلاثة موظفين في الوزارة مهمتهم استلام البريد الالكتروني الموجه لها من العلماء العراقيين والرد عليه.

وعن حاجة الوزارة في الوقت الحاضر، قال الوزير انها تهيب بالعلماء العراقيين والاطباء منهم ومن اصدقاء العراق في الجامعات والمستشفيات المساعدة على جمع الاجهزة العلمية في مجال الطب والبحث العلمي وتقديمها للوزارة لكي تتسنى توزيعها على المؤسسات العلمية والمستشفيات العراقية. وقال ان الوزارة سوف تعمل على نقلها إلى العراق.

واخيرا تحدث الوزير عن الوضع الامني في العراق إذ قال ان العراق رغم المعوقات يسير إلى الاحسن، ولكن الاعمال الارهابية تحاول ان توقف تقدمه ولكنها وان اعاقته بعض الوقت لكن العراق خلال مدة قصيرة سوف يكون جديرا بمواطنيه. وأضاف أن السلطات الامنية العراقية القت القبض على الكثير من مواطني دول الجوار قبل تفجير انفسهم ومنهم 23 سوريا والكثير من اليمن والسعودية ومصر والسودان جاءوا لكي يقتلوا العراقيين.
ينشر تزامنا مع "عراق الغد"