"إيلاف" من لندن: قالت مصادر اليوم أن معتقلا إسلاميا متشددا يشتبه بعلاقته بشبكة (القاعدة) ومطلوب للولايات المتحدة بتهمة تورطه بعمليات إرهابية أدت إلى مقتل 224 شخصا سيفرج عنه بكفالة من مستشفى برودمور للأمراض العقلية كان محتجزا فيها تحت الحراسة بعد قرار من وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت.

وكانت السلطات البريطانية اعتقلت قبل سنوات المشتبه به وتحفظت على إعلان اسمه قائلة أنه "مستر إكس" البالغ من العمر 43 عاما وهو من أصل مصري وأب لستة أطفال، للاشتباه بتورطه في عمليات إرهابية، وجاء في قرار الإفراج عنه أنه كان نتيجة لإصابته بداء سرطان النخاع الشوكي في العظام، حسب طلب تقدم به أحد القضاة البريطانيين لوزير الداخلية.

وحسب المصادر البريطانية فإن "مستر إكس" يتواجد على الأراضي البريطانية منذ سنوات خمس، وهو ينتمي إلى حركة (الجهاد الإسلامي) المصرية ذات العلاقات الوطيدة مع شبكة (القاعدة)، وهو أيضا متهم من جانب الولايات المتحدة ومطلوب لتورطه في التخطيط لتفجيرات السفارتين في نيروبي ودار السلام في العام 1998 ، التي كانت حصيلتها مقتل 224 وجرح 4 آلاف شخص بعضهم من الأميركيين، لكن "إكس" نفى التهمة.

وفي قرار الإفراج عنه بكفالة ، فإن القاضي البريطاني كولينز، أشار إلى أن "إكس" سيظل تحت الاعتقال المنزلي، وسيقيد بحلقة إلكترونية على أحد ساقيه لمراقبة تحركاته، كما يمنع عليه مغادرة منزله "إلا لأسباب صحية فقط كمراجعة أطبائه النفسانيين وأخصائيو علاج داء السرطان".

واعترف القاضي البريطاني كولينز بعلاقات وثيقة بين" إكس" المصري وشبكة (القاعدة) وذلك من خلال التحقيقات التي جرت معه في المحكمة، ولكنه قال "رغم ذلك فظروفه الصحية تمكننا من ضرورة الإفراج عنه بكفالة وعلى وزير الداخلية أن ينفذ القرار فورا".

يشار إلى أن السلطات البريطانية منعت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة منها والمقرؤة من الكشف عن هوية المعتقل المصري أو حتى تصويره، وكذلك حظر نشر عنوانه حيث يعيش في لندن، خشية تعرضه وأسرته إلى هجمات من عنصريين بريطانيين، أو الانتقام منه حتى من الجماعة التي ينتمي إليها.

وظل المعتقل "مستر إكس" للسنوات الخمس الماضية متنقلا بين سجون بريطانية عديدة منها سجون بريكستون وبيلمارش وروشيستر، وظلت الولايات المتحدة تطالب بتسليمه، لكن قضاة المحاكم البريطانية كانوا يرفضون ذلك، لكنه خلال وجوده في سجن بيلمارش أصيب بانهيار عصبي أدى إلى نقله إلى مستشفى برودمور للأمراض النفسية في بلدة كروثورن في مقاطعة بيركشير تحت حراسة أمنية مشددة.