نصر المجالي من لندن: أفادت معلومات بريطانية ل"إيلاف" اليوم أن رئيس الحكومة البريطانية توني بلير المحاصر داخليا وخارجيا سيحاول من خلال لقائه غدا مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر أن يطوي صفحة العداء "ليس الشخصية بين البلدين بل على صعيد شخصي مع المستشار الزائر".

وزيارة شرودر الرسمية غدا للعاصمة البريطانية، هي الاولى من نوعها له وسيتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني على هامش للمشاركة في مؤتمر عالمي للاستثمار آفاقه أوروبيا وعالميا".

وكانت العلاقات بين العاصمتين برلين ولندن، شهدت تجاذبا في مواقف كثيرة لعل أبرزها الموقف من الحرب في العراق، وتلاها مسلسل الدستور الأوروبي حيث وجهات النظر متباعدة بين العاصمتين وقيادتيهما، حيث ألمانيا مدعومة من حليف أوروبي كبير هو فرنسا.

وكانت آخر مشادة شخصية، حسب التقارير البريطانية بين بلير وشرودر قبل أسبوعين في بروكسل، حيث اختلفا في هوية الرجل الذي سيراس المفوضية الأروروبية العليا خلفا لومانو برودي الإيطالي الذي انتهت مهمته، وقالت التقارير أن المستشار الألماني كان تلقى وعدا من رئيس وزراء بريطانيا بدعم ترشيح رئيس وزراء بلجيكا غاي فيرهوفاستاديت للمنصب الأوروبي الكبير، حيث رشحته فرنسا والمانيا، لكن بلير تراجع عن الوعد، غذ ذهب المنصب لرئيس وزراء البرتغال في آخر المطاف.

وكان رئيس وزراء بلجيكا المرشح للمنصب قال في مقابلات صحافية كثيرة في الأسبوعين الأخيرين، من بعد انسحابه من الترشيح للمنصب"هنالك خدعة حصل ولا اعرف من أين"، لكن كل المصادر تشير إلى أن لندن لها دور كبير في إحباط تعيين المرشح الفرنسي الألماني "ئيس وزراء بلجيكا للمنصب" الذي تولاه رئيس وزراء البرتغالي السابق في وقت لاحق.

وإذ ذاك، فإن لقاء بيلر مع نظيره المستشار الألماني غدا ستثير قضايا مهم وخصوا لمسائل أيدولوجية بين الجانبين حيث هما يمثلان وجه اليسار الوسط في السياسية الأوروبية الحديثة، وكان الرجلان التقيا من بعد سقوط حكومة المستشار هيلموت كول في العام 1999 حيث اتفقا على بناء اتفاق مشترك (مانيفستو) حول الديموقراطية الاشتراكية في مختلف أرجاء أوروبا، ولكن الاتفاق لم يطبق إلى الآن لمصادمات على خلفية تداعيات سياسية أخرى لعل أهما الحرب ضد العراق حيث اختلافات كبيرة لا زالت قائمة بين برلين ولندن وبين بلير والنظير الاشتراكي شرودر.